-->
U3F1ZWV6ZTIxMjczMTA0OTU1X0FjdGl2YXRpb24yNDA5OTQ5MzAyNzQ=
recent
أخبار ساخنة

المنحة الإلهية في شرح وتوجيه القراءات القرآنية (حروف التهجي)


حروف التهجي
(الٓمٓ ، طسٓمٓ، يسٓ ، حمٓ )

لتحميل الحلقة فيديو اضغط هنا

حروف التهجي (الٓمٓ ، طسٓمٓ، يسٓ ، حمٓ )

حروف التهجي في فواتح السور ليست حروفًا ولكنها أسماءٌ لهذه الحروف، قال محمد بن يوسف الحلبي: والاسم قسمان: قسم هو حرف من حروف الهجاء، تجوّز ابن عصفور في تسمية ذلك حرفا من حروف الهجاء وإنما هو اسم حرف من حروف الهجاء ([1]).

وعرفوا الاسم فقالوا: هو ما دلّ علي معني في نفسه، دلالة مجرَّدة عن الاقتران، وله خصائص، منها: جواز الإسناد إليه، ودخول حرف التعريف, والجرُّ, والتنوين, والإضافة" ([2]).

والذي هو حرف من حروف الهجاء إما أن يكون واحدًا أو أكثر، إن كان واحدًا؛ فإن أضفت إليه سورة كان موقوفًا لا إعراب فيه فتقول: هذه سورة ص، وإن لم تضف إليه سورة لا في اللفظ ولا في التقدير جاز فيه ثلاثة أوجه: الوقف على الحكاية، وأن تعربه منصرفًا إن قدرته منقولا من مذكر، وغير منصرف إن قدرته منقولا من مؤنث؛ لأن أسماء الحروف يجوز فيها التذكير على معنى الحرف والتأنيث على معنى الكلمة.

وإن كان أكثر من واحد فإن كان على وزن من أوزان الأسماء الأعجمية وأضفت إليه سورةً لفظًا أو تقديرًا فالوقف، وإن لم تضفها إليه لا لفظا ولا تقديرا ففيه وجهان: إعرابه غير منصرف والوقف على الحكاية، وذلك نحو: طس، حم هما على وزن: هابيل وقابيل ([3])

وكيفية النطق أن ينطق بها موقوفةً دون علاماتِ إعرابٍ على حكم الأسماء المسرودة إذ لم تكن معمولة لعوامل فحالها كحال الأعداد المسرودة حين تقول ثلاثه، أربعه، خمسه. وكحال أسماء الأشياء التي تملى على الجارد لها، إذ تقول مثلا: ثوب، بساط، سيف، دون إعراب، ومن أعربها كان مخطئًا ([4]). فالوجه هي نطقها على الحكاية كما سبق والحكاية فيها على السكون.

ولهذا لما سأل الخليل أصحابه عن المنطق بالزاي من زيد فقالوا زاي فقال نطقتم بالاسم وإنما الحرف زه ([5]).

ولا خلاف أن هاته الفواتح حين ينطق بها القارئ أسماء لحروف التهجى التى ينطق فى الكلام بمسمياتها، .... وإنما كتبوها فى المصاحف بصور الحروف التى يتهجى بها فى الكلام، ولم يكتبوها بدوالّ ما يقرءونها به فى القرآن لأن المقصود التهجى بها، وحروف التهجى تكتب بصورها لا بأسمائها ([6]).

قرأ أبو جعفر بالسكت على الحروف المقطعة في أوائل السور أنها أسماء حروف لها معاني قائمة بذاتها ينبغي الوقف عليها وإن اتصلت خطًا (حم) (ألف لام ميم) (طا سين ميم) وبدليل أن هناك حروفًا مفردة نحو (قاف) و (نون).

وقرأ الجماعة على أنها اسم واحد على الحكاية، وعلى ما ورد من الأثر واتباع الرواية.

 

 



([1]) تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد 8/4032  لمحمد بن أحمد محب الدين الحلبي المعروف بناظر الجيش، وانظر الكتاب لسيبويه 3/258

([2]) شرح المفصل لابن يعيش 1/ 81

([3]) الكتاب لسيبويه 3/ 257 وانظر  تمهيد القواعد 8/4032

([4]) مقدمة التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور 2/325

([5]) النشر في القراءات العشر 2/ 500

([6]) منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التفسير نبيل أحمد صقر 1/249

الاسمبريد إلكترونيرسالة