-->
U3F1ZWV6ZTIxMjczMTA0OTU1X0FjdGl2YXRpb24yNDA5OTQ5MzAyNzQ=
recent
أخبار ساخنة

مدح الفرزق لزين العابدين بن علي بن الحسين رضي الله عنهم


مدح الفرزدق لزين العابدين بن علي بن الحسين

زين العابدين بن علي بن الحسين

هو عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا غَزَالَةُ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدُ حُسَيْنُ زُيَيْدٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زُيَيْدٍ فَهُوَ أَخُو عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ لِأُمِّهِ , وَلِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ هَذَا الْعَقِبُ مِنْ وَلَدِ حُسَيْنٍ وَهُوَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ ابْنُ الْحُسَيْنِ , وَأَمَّا عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ ابْنُ حُسَيْنٍ فَقُتِلَ مَعَ أَبِيهِ بِنَهْرِ كَرْبَلَاءَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ , فَوَلَدَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ ابْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ دَرَجَ , وَالْحُسَيْنَ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَمُحَمَّدًا , أَبَا جَعْفَرٍ الْفَقِيهَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعُمَرَ , وَزَيْدًا الْمَقْتُولَ بِالْكُوفَةِ قَتَلَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَصَلَبَهُ , وَعَلِيَّ بْنَ عَلِيٍّ , وَخَدِيجَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَحُسَيْنًا الْأَصْغَرَ ابْنَ عَلِيٍّ , وَأُمَّ عَلِيٍّ بِنْتَ عَلِيٍّ وَهِيَ عُلَيَّةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَلْثُمَ بِنْتَ عَلِيٍّ , وَسُلَيْمَانَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَمُلَيْكَةُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَالْقَاسِمَ , وَأُمَّ الْحَسَنِ وَهِيَ حَسَنَةُ , وَأُمَّ الْحُسَيْنِ , وَفَاطِمَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَكَانَ مَرِيضًا نَائِمًا عَلَى فِرَاشِهِ , فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ : اقْتُلُوا هَذَا , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : سُبْحَانَ اللَّهِ أَنَقْتُلُ فَتًى حَدَثًا مَرِيضًا لَمْ يُقَاتِلْ , وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ , فَقَالَ : لَا تَعَرَّضُوا لِهَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ , وَلَا لِهَذَا الْمَرِيضِ .

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : فَغَيَّبْنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ , وَأَكْرَمَ نُزُلِي وَاخْتَصَّنِي , وَجَعَلَ يَبْكِي كُلَّمَا خَرَجَ , وَدَخَلَ حَتَّى كُنْتُ أَقُولُ إِنْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ خَيْرٌ وَوَفَاءٌ فَعِنْدَ هَذَا .

إِلَى أَنْ نَادَى مُنَادٍ ابْنَ زِيَادٍ : أَلَا مَنْ وَجَدَ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ فَلْيَأْتِ بِهِ ؛ فَقَدْ جَعَلْنَا فِيهِ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ .

قَالَ : فَدَخَلَ وَاللَّهِ عَلِيٌّ وَهُوَ يَبْكِي , وَجَعَلَ يَرْبُطُ يَدَيَّ إِلَى عُنُقِي وَهُوَ يَقُولُ : أَخَافُ , فَأَخْرَجَنِي وَاللَّهِ إِلَيْهِمْ مَرْبُوطًا حَتَّى دَفَعَنِي إِلَيْهِمْ وَأَخَذَ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ , وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا , فَأُخِذْتُ , وَأُدْخِلْتُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ , فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ فَقُلْتُ : عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ .

قَالَ : أَوَلَمْ يَقْتُلِ اللَّهُ عَلِيًّا ؟ قَالَ : قُلْتُ كَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ أَكْبَرُ مِنِّي قَتَلَهُ النَّاسُ .

قَالَ : بَلِ اللَّهُ قَتَلَهُ .

قُلْتُ : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا , فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ , فَصَاحَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ : يَا ابْنَ زِيَادٍ , حَسْبُكَ مِنْ دِمَائِنَا أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ إِنْ قَتَلْتُهُ إِلَّا قَتَلْتَنِي مَعَهُ , فَتَرَكَهُ .

فَلَمَّا أُتِيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِثَقَلِ الْحُسَيْنِ , وَمَنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِهِ , فَأَدْخَلُوهُ عَلَيْهِ قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَقَالَ : إِنَّ سِبَاءَهُمْ لَنَا حَلَالٌ , فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ : كَذَبْتَ وَلَؤُمْتَ مَا ذَاكَ لَكَ إِلَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مِلَّتِنَا وَتَأْتِي بِغَيْرِ دِينِنَا , فَأَطْرَقَ يَزِيدُ مَلِيًّا , ثُمَّ قَالَ لِلشَّامِيِّ : اجْلِسْ , وَقَالَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ : إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ عِنْدَنَا فَنَصِلُ رَحِمَكَ , وَنَعْرِفُ لَكَ حَقَّكَ فَعَلْتَ , وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَرُدَّكَ إِلَى بِلَادِكَ وَأَصِلَكَ .

قَالَ : بَلْ تَرُدُّنِي إِلَى بِلَادِي , فَرَدَّهُ إِلَى بِلَادِهِ وَوَصَلَهُ .

وكان زين العابدين شديد البكاء فلما سؤل عن ذلك قال

فقال : لا تلوموني، فإنَّ يعقوب فَقَدَ سِبطاً مِن ولده، فبكى حَتَّى ابيضَّتْ عيناه، ولم يَعلَم أنه مات، وقد نظرتُ إلى أربعة عشر رجلاً من أهـل بيتي في غزاة واحدة، أفَتَرَون حزنهم يذهب مِن قَلبي؟

قصة مدح الفرزق لزين العابدين

حجّ هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الإستلام من الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة ، بين عينيه سجادة كأنّها ركبة عنز ، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس حتّى يستلمه هيبة له ، فقال شامي : من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا أعرفه ، لئلّا يرغب فيه أهل الشام ، فقال الفرزدق وكان حاضراً : لكنّي أنا أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس ؟ فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في الأغاني ، والحلية ، والحماسة ، والقصيدة بتمامها هذه

 

يا سائلي أين حلّ الجود والكرم ؟

 

عندي بيان إذا طلابه قدموا

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

 

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

 

هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا الذي أحمد المختار والده

 

صلّى عليه إلهي ما جرى القلم

لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه

 

لخر يلثم منه ما وطى القدم

هذا علي رسول الله والده
         

 

أمست بنور هداه تهتدي الاُمم

هذا الذي عمّه الطيّار جعفر

 

والمقتول حمزة ليث حبه قسم

هذا ابن سيّدة النسوان فاطمة

 

وابن الوصيّ الذي في سيفه نقم

إذا رأته قريش قال قائلها

 

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته

 

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

وليس قولك : من هذا ؟ بضائره

 

العرب تعرف من أنكرت والعجم

ينمى إلى ذروة العزّ التي قصرت

 

عن نيلها عرب الإسلام والعجم

يغضي حياءاً ويغضى من مهابته

 

فما يكلّم إلّا حين يبتسم

ينجاب نور الدجى عن نور غرّته

 

كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم

بكفّه خيزران ريحه عبق

 

من كف أروع في عرنينه شمم

ما قال : « لا » قطّ إلّا في تشهّده

 

لولا التشهّد كانت لاؤه نعم

مشتقه من رسول الله نبعته

 

طابت عناصره والخيم والشيم

حمال أثقال أقوام إذا فدحوا

 

حلو الشمائل تحلو عنده نعم

إن قال قال بما يهوى جميعهم

 

وإن تكلّم يوماً زانه الكلم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

 

بجدّه أنبياء الله قد ختموا

الله فضله قدماً وشرفه

 

جرى بذاك له في لوحه القلم

من جده دان فضل الأنبياء له

 

وفضل اُمّته دانت لها الاُمم

عمّ البريّة بالإحسان وانقشعت

 

عنها العماية والإملاق والظلم

كلتا يديه غياث عمّ نفعهما

 

يستوكفان ولا يعروهما عدم

سهل الخليقة لا تخشى بوادره

 

يزينه خصلتان : الحلم والكرم

لا يخلف الوعد ميموناً نقيبته

 

رحب الفناء أريب حين يعترم

من معشر حبّهم دين وبغضهم

 

كفر وقربهم منجى ومعتصم

يستدفع السوء والبلوى بحبّهم

 

ويستزاد به الإحسان والنعم

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم

 

في كلّ فرض ومختوم به الكلم

إن عدّ أهل التقى كانوا أئمّتهم

 

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم

 

ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت

 

والاسد أسد الشرى والبأس محتدم

يأبى لهم أن يحلّ الذمّ ساحتهم

 

خيم كريم وأيد بالندى هضم

لا يقبض العسر بسطاً من أكفّهم

 

سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا

أيّ القبائل ليست في رقابهم

 

لاوليّة هذا أوله نعم ؟

من يعرف الله يعرف أوليّة ذا

 

فالدين من بيت هذا ناله الأمم

بيوتهم في قريش يستضاء بها

 

في النائبات وعند الحكم أن حكموا

فجدّه من قريش في أرومتها

 

محمّد وعلي بعده علم

بدر له شاهد والشعب من اُحد

 

والخندقان ويوم الفتح قد علموا

وخيبر وحنين يشهدان له

 

وفي قريضة يوم صليم قتم

مواطن قد علت في كلّ نائبة

 

على الصحابة لم أكتم كما كتموا

 

فغضب هشام ومنع جائزته وقال : ألا قلت فينا مثلها ؟ قال : هات جدّاً كجدّه وأباً كأبيه واُمّاً كاُمّه حتّى أقول فيكم مثلها ، فحبسوه بعسفان بين مكّة والمدينة ، فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال : اعذرنا يا أبا فراس ، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به ، فردّها وقال : يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلّا غضباً لله ولرسوله ، وما كنت لارزأ عليه شيئاً ، فردّها إليه وقال : بحقّي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيّتك ، فقبلها ، فجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في الحبس ، فكان ممّا هجاه به قوله :

 

أيحبسني بين المدينة والتي

 

إليها قلوب الناس يهوي منيبها

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

 

وعينا له حولاء باد عيوبها

                     

 

         

 

 

         


الاسمبريد إلكترونيرسالة