-->
U3F1ZWV6ZTIxMjczMTA0OTU1X0FjdGl2YXRpb24yNDA5OTQ5MzAyNzQ=
recent
أخبار ساخنة

أحكام الميم الساكنة واللامات السواكن

 


أولاً:أحكام الميم الساكنة

لتحميل شرائح الدرس اضغط هنا

للاستماع إلى الحلقة اضغط هنا

قال الإمام الجمزروي رحمه الله:

والميم إن تسكن تَجِي قبل الهجا ...لا ألف لينةٍ لذي الحجا

أحكامها ثلاثةٌ لمن ضبط ........إخفاء ادغام وإظهار فقط

فالأول الإخفاء عند الباء ...........وسمِّه الشفْوي للقراء

والثاني إدغام بمثلها أتى......وسمِّ إدغامًا صغيرًا يا فتى

والثالث الإظهار في البقيه.....من أحرف وسمِّها شفويه

واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفي..لقربها ولاتحاد فاعرفِ


تعريف الميم الساكنة

 تعرّف الميم الساكنة بأنها الميم التي لا حركة لها من فتحٍ أو ضمٍ أو كسر، وتقع الميم الساكنة قبل أحرف الهجاء جميعاً ما عدا حروف المد الثلاثة؛ وذلك خشية التقاء الساكنين، وهو ما يتعذّر النطق به، وللميم الساكنة مع ما بعدها من الأحرف ثلاثة أحكام، وبيان هذه الأحكام على النحو الآتي.

 الإخفاء الشفوي

إن للإخفاء الشفوي حرفٌ واحدٌ وهو الباء، فإذا جاءت الميم الساكنة في آخر الكلمة، وجاء بعدها حرف الباء في بداية الكلمة، جاز الإخفاء في هذه الحالة، ويُسمّى إخفاءً شفوياً، ولا يأتي الإخفاء الشفوي إلا في كلمتين، كقول الله سبحانه وتعالى: (وَهُم بِالآخِرَةِ كافِرونَ)، وقول الله تبارك وتعالى: (يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ)،[٤] وسبب تسميته بالإخفاء؛ لأن الميم الساكنة تُخفى عند التقائها بالباء بسبب التجانس الذي بينهما، حيث يتّحدان في المخرج، ويشتركان في أغلب الصفات، ويؤدّي الإخفاء في هذه الحالة إلى سهولة النطق، وسمّي شفويّاً لأن الميم والباء يخرجان من بين الشفتين، وهذا الحكم على القول المختار عند علماء التجويد، وذهب جماعةٌ إلى أن حكمه الإظهار وهو خلاف الأولى؛ وذلك لأن الإجماع على إخفاء الميم عند القلب.

 الإدغام الشفوي أو (إدغام المثلين الصغير)

إن لإدغام المتماثلين حرفٌ واحد وهو الميم، فإذا جاءت الميم الساكنة في كلمة، وجاء بعدها ميمٌ متحرّكةٌ وجب الإدغام، ويُسمّى إدغام متماثلين صغير، ولا بد من الغنّة عند النطق به، كقوله تعالى في سورة النحل: (وَلَهُم ما يَشتَهونَ)، وقول الله -جل جلاله- في سورة التوبة: (خَيرٌ أَم مَن أَسَّسَ)، وسمّي إدغاماً؛ لإدغام الميم الساكنة في الميم المتحرّكة، ووجه تسميته بالمتماثلين؛ فلكونه مؤلّفاً من حرفين متّحدين في المخرج والصفة، وأُدغم الأول منهما في الثاني، وسمّي بالصغير؛ لأن الحرف الأوّل منهما ساكنٌ، والثاني متحرّكٌ، وهو الذي أنتج الإدغام.

 الإظهار الشفوي

 إن حروف الإظهار الشفويّ ستٌّ وعشرون حرفاً الباقية، وهي جميع أحرف الهجاء عدا الباء والميم، فإذا وقع أحد حروف الإظهار الشفوي بعد الميم الساكنة في كلمة أو كلمتين وجب الإظهار، كقول الله -عز وجل- في سورة نوح: (وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)، وقوله جل ذكره: (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم)، وسمّي إظهاراً؛ فلإظهار الميم الساكنة عند التقائها بأحد حروف الإظهار الشفويّ، وسمّي شفويّاً؛ فلأن الميم الساكنة، وهي الحرف المظهر تخرج من بين الشفتين، ويُنسب الإظهار إلى مخرج الميم، ولا يُنسب إلى مخارج الحروف الستة والعشرين التي تظهر الميم عندها؛ لأن حروف الإظهار الشفويّ لا تنحصر في مخرجٍ واحدٍ محدّدٍ حتى يُنسب الإظهار إليها، وإنما تُنسب إلى مخرج الحرف المظهر؛ بسبب القدرة على ضبطه وانحصاره، وهذا بخلاف الإظهار الحلقي فإنه نُسب إلى مخرج الحروف التي تظهر عندها النون والتنوين؛ وذلك لانحصار أحرف الإظهار الحلقي في مخرجٍ معيّنٍ وهو الحلق. والذي أنتج الإظهار الشفويّ هو بُعد مخرج الميم عن مخارج الحروف الستة والعشرين، ويُنطق بالإظهار الشفويّ على صفةٍ أشدّ إذا وقع بعد الميم حرف الواو أو الفاء؛ حتى لا يُتوهّم إخفاء الميم عندهما؛ وذلك لاتّحاد مخرج الميم مع الواو، وقرب مخرج الميم من الفاء.

 وتنقسم حروف الإظهار الشفوي إلى قسمين، وهما كالآتي:

 حروف لا تقع بعد الميم إلا في كلمتين فقط: وعدد حروفه ثمانية، وهي: الصاد، والذال، والغين، والفاء، والقاف، والجيم، والخاء، والظاء. حروف تقع بعد الميم الساكنة في كلمةٍ، وفي كلمتين: وعددها ثمانية عشر حرفاً، وهي: الألف، والتاء، والثاء، والحاء، والدال، والراء، والزاي، والسين، والشين، والضاد، والطاء، والعين، والكاف، واللام، والنون، والهاء، والواو، والياء. 

ثانيً: أحكام اللّامات السواكن

للام أل حالان قبل الأحرف.................أولاهما إظهارها فلتعرف

قبل اربعٍ مع عشْرةٍ خذ علمَه..............من ابغ حجَّك وخفْ عقيمَه

ثانيهما إدغامها في أربعٍ ...................وعشرةٍ أيضًا ورمزها فَعِ

طِبْ ثم صِلْ رحمًا تَفُزْ ضِفْ ذا نِعَم..دَعْ سُوءَ ظنِّ زُرْ شريفًا للكرم

واللام الاولى سمِّها قَمْريه .............واللام الاخرى سمِّها شَمْسيه

وأَظهِرنَّ لام فعلٍ مطلقا...............في نحو: قُلْ نَعَم، وقُلْنا وَالْتَقى

 تأتي اللام الساكنة في القرآن الكريم على خمسة أشكالٍ: لام الفعل، ولام الحرف، ولام الاسم، وأل التعريف، ولام الأمر، وتأخذ حكمين رئيسيين، هما: الإظهار والإدغام، ويجدر بالذكر أنّ مخرج حرف اللام يبدأ عند أدنى حافة اللسان ممّا يلي الأنياب، وفيما يأتي تفصيلٌ لأحكام حرف اللام الساكنة حيث وجدت في القرآن الكريم.

 لام أل التعريف

تأتي اللام في أل التعريف ملازمةً للاسم، وتكون قابلةً للانفكاك عنه أو غير قابلةٍ، فتكون قابلةً للانفكاك عنه في شكليها الشمسيّة والقمريّة، فإن تبع اللام في أل التعريف حرفٌ من الحروف القمريّة أخذت اللام حكم الإظهار، والحروف القمريّة مجموعةٌ في جملة: (ابغ حجك وخف عقيمه)، وما خلا تلك الحروف فهي حروفٌ شمسيّةٌ تأخذ حكم الإدغام، أمّا الكلمات التي تدخل عليها أل التعريف ولا تنفكّ عنها، فهي على شكلين: أوّلاهما ألفاظ (الذي، التي، اللاتي، الله)، وتأخذ فيها حكم الإدغام، وكلمات مثل (اليسع، الآن)، وتأخذ فيهما حكم الإظهار؛ حيث تظهر اللام إذا تبعها حرفا الهمزة أو الياء.

 لام الاسم ولام والأمر

 أخذت اللام في الأسماء وفعل الأمر حكم الإظهار مطلقاً، ويُقصد بلام الاسم؛ أن تكون اللام واقعةً في كلمةٍ تأخذ إحدى علامات الاسم، وأن تكون متوسّطةً في الكلمة، ويقصد بلام الأمر اللام الزائدة على الفعل المضارع، وتأتي قبله وتُسبق بفاء أو ثمّ أو حرف الواو، نحو لفظ: (ثمّ لْيقضوا).

 لام الفعل والحرف

يُراد بلام الفعل أن توجد اللام في كلمةٍ تفيد معنى الفعل، ويراد بلام الحرف وجود اللام في حرفيّ: (هل وبل)، وتأخذ اللام في الأفعال والحروف نفس الحكم؛ إذ تُدغم فيما بعدها إذا كان بعدها حرف لامٍ؛ للتماثل، أو إذا كان بعدها حرف راءٍ؛ للتقارب، وتلفظ اللام بإظهارٍ إذا جاء بعدها باقي حروف اللغة العربية.


الاسمبريد إلكترونيرسالة