باب الوقف
على مرسوم الخط
لتحميل ملف العرض اضغط هنا
للاستماع إلى حلقة شرح الباب اضغط هنا
لتحميل الخط المستخدم في العرض اضغط هنا
فمن ذلك كل هاء تأنيث رسمت في المصاحف تاء على
الأصل([1]) نحو
: (نعمت ورحمت وشجرت وجنت وثمرت وكلمت وامرأت وغيابت ويا أبت وابنت) وشبهه .
فكان الكسائي
وأبو عمرو ويعقوب يقفون على ذلك بالهاء وهو قياس مذهب ابن كثير لأن بن الحباب سأل
البزي عن الوقف على ( ثمرت من أكمامها) فقال: بالهاء. ووقف الكسائي على قوله تعالى
: (مرضات ) حيث وقعت وعلى ( اللات والعزى وذات بهجة ولات حين مناص وهيهات هيهات)
بالهاء وتابعه البزي على (هيهات هيهات) فقط فوقف عليها معا بالهاء ووقف ابن كثير
وابن عامر ويعقوب وأبو جعفر على (يا أبت)
بالهاء حيث وقع ووقف الباقون على هذه المواضع كلها بالتاء اتباعا لخط المصحف.
ووقف أبو عمرو من رواية ابن اليزيدي عن أبيه عنه
ويعقوب على قوله( وكأين ) في جميع القرءان على الياء ووقف الباقون على النون ووقف
الكسائي على قوله تعالى : (ويكأن اللَّهِ وويكأنه )([2]) على الياء
منفصلة ,وروى عن أبي عمرو أنه وقف على الكاف ، ووقف الباقون على الكلمة بأسرها.
ووقف أبو عمرو على قوله تعالى : (
فمال هؤلاء القوم ومال هذا الرسول ومال هذا الكتاب و فمال الذين كفروا) على ما دون
اللام في الأربعة ، واختلف في ذلك عن الكسائي فروي عنه الوقف على ما وعلى اللام
ووقف الباقون على اللام منفصلة([3]).
ووقف حمزة
والكسائي ورويس على قوله ( أيا ما تدعوا )([4]) على [ أي
] دون ما وعوضوا من التنوين ألفا ، ووقف الباقون على ( ما).
ووقف أبو عمرو والكسائي ويعقوب على
قوله : (أيه المؤمنون) في النور و (يا أيه الساحر) في الزخرف و (أيه الثقلان)
في الرحمن بالألف في الثلاثة ووقف الباقون بغير ألف.
ووقف الكسائي على (واد النمل) خاصة
بالياء.
وكذلك وقف يعقوب على ما كان أصله
الياء وحذفت رسما لالتقاء الساكنين نحو (وسوف يؤت اللَّهِ) في النساء (واخشون
اليوم ) في المائدة و ( يقض الحق ) في الأنعام و ( ننج المؤمنين )في يونس و (الواد المقدس) و ( وادي النمل ) و ( لهاد الذين ) في الحج و (الجوار المنشئات ) [
في الرحمن ] و (الجوار الكنس) في كورت و
( تغن النذر) [ في القمر ] والله الموفق. ووقف الباقون بغير ياء وقد بقي من هذا
الباب حروف تأتي في مواضعها إن شاء اللَّهِ تعالى. وتفرد البزي ويعقوب بزيادة هاء
السكت عند الوقف على ما إذا كانت استفهاما ووليها حرف جر نحو قوله تعالى : (فلم
تقتلون ولم تقولون وفيم أنت ومم خلق وفبم تبشرون وبم يرجع وعم يتساءلون )([5])
وشبهه فوقفا فلمه ولمه وفيمه وممه وفبمه وبمه وعمه ، ووقف الباقون على الميم ساكنة
.
وتفرد يعقوب وحده في الوقف بهاء السكت
أيضا على قوله ( هو وهي ) كيف وقعا وكذلك على كل اسم مشدد نحو ( علي وإلي ولدي
وعليهن ومنهن ومن كيدكن) على قول عامة أهل الأداء واختص رويس عنه بالوقف [ بالهاء
] على ( يا ويلتى ويا أسفي ويا حسرتي )وثم نحو ( وإذا رأيت ثم) والراجح من طريق
الدرة عدم الوقف بالهاء على الكلمات المذكورة ليعقوب انظر النشر2/136 والله الموفق
([1]) التاء إما ان تكون
لجمع أو مفرد فأما القسم الأول المتفق على قراءته بالجمع : كتب بالتاء الممدودة
ليوافق اللفظ الخط ، وأما القسم الثاني المتفق على قراءته بالإفراد فإنما كتب
بالتاء الممدودة رعيًا لحال الوصل ، فإن أكثر تلك الكلمات مضافة إلى ما بعدها ،
وحق المضافين ألا يفصل بينهما ، لأن الثاني منهما قد حل من الأول محل التنوين ،
فصارت التاء في المضاف الأول كأنها في وسط الاسم ، وأما " ولات حين "
و" اللات والعزى " و " من ثمرات من أكمامها " و " هيهات
هيهات لما توعدون " فإنا وإن لم تكن فيها إضافة لكنها لا يستقل الكلام بالوقف
عليها ، بل لابد من وصلها بما بعدها فأشبهت لذلك المضاف فكتبت بالتاء على قصد
الوصل ، وأما القسم الثالث المختلف في قراءته : فكتب بالتاء الممدودة رعيًا لمذهب
من يقرؤه بالجمع ، ولأن التاء هي الأصل .
([2]) قال شيخنا في الأوجه الراجحة في
الأداء بعد أن ذكر الخلاف في الكلمة " ورجح المحقق في النشر الوقف على الكلمة
بأسرها لجميع القراء لأنه مما كتب موصولا وهو الصواب، النشر2/152 والأوجه الراجحة
ص ٨٠
وقال صاحب
مختصر بلوغ الأمنية " وقف ويكأنه ويكأن برسمه لكل وباليا رض وبالكاف حللا )
يعني أن قوله تعالى " ويكأن الله ، ويكأنه
" في القصص يقف فيهما مرموز راء رض ، وهو الكسائي على الياء ، ويقف فيهما
مرموز حاء حللا وهو أبو عمرو على الكاف ويقفان فيهما أيضًا على الكلمة برأسها ،
وهذا هو الأولى والمختار في مذاهبهم اقتداءً بالجمهور ، وأخذًا بالقياس الصحيح كما
قاله في النشر ، ولذا قدمه الناظم ، وما ذكر عن الكسائي من الوقف على الياء وعن
أبي عمرو من الوقف على الكاف ضعيف ، حكاه جماعة وأكثرهم بصيغة التمريض ، ولم يذكره
عنهما بصيغة الجزم إلا الأمام الشاطبي ، والإمام ابن شريح ، وتركا حكم الابتداء
وحكاه جماعة بأن الكسائي يبتدئ بالكاف ، وأبا عمرو يبتدئ بالهمزة ، والله أعلم
،،،مختصر بلوغ الأمنية131
([3]) قال شيخنا في الأوجه
الراجحة " ذكر في التيسير الخلاف في الوقف على " ما " وعلى "
اللام " من " فمال هؤلاء " النساء ، و " مال هذا الرسول
" الفرقان ، و " مال هذا الكتاب " الكهف ، و " فمال الذين كفروا
" المعارج ، وذلك للكسائي ، ونص على الوقف علي " ما " فقط لأي عمرو
، وأفاد جواز الوقف فيهما المحقق في النشر إما على " ما " أو على "
اللام " على أن " اللام " مما رسم مفصولا ، فيجوز الوقف عليه ،
ويحتمل عدم الوقف عليها لكونها حرف جر ، وقال : " وأما الميم فيجوز الوقف
عليها للانفصال لفظًا ، وحكمًا ، ورسمًا ، فالأرجح الوقوف على كل من "اللام
" و " ما " للقراء كلهم بما فيهم الكسائي وأبو عمرو ، اللذان ذكر
عنهم المحقق في النشر نصوصًا تؤيد ذلك، النشر2/146 والأوجه الراجحة صـ80
([4]) قال شيخنا في الأوجه
الراجحة " ذكر الوقف عن حمزة والكسائي ، ورويس ، على " أيا" دو
" ما " وذلك من قوله تعالى " أيا ما تدعو " في سورة الإسراء ،
وذلك في الوقف الاختباري أو الاضطراري ، وأفاض في النشر في جواز الوقف على "
أيا " وعلى " ما " كسائر الكلمات المفصولات ، في الرسم خلافًا لمن
منع الوقوف على " ما " دون " أيا " وبذلك نأخذ لجميع القراء
والأوجه الراجحة 131 وانظر النشر2/145
وقال صاحب شرح بلوغ الأمنية : " ومال وأيا أو بما فيهما فقف
.........لكل علي التحقيق في وقف الابتلا
ومعنى البيت أنك إذا وقفت اختبارًا على قوله تعالى " فمال هؤلاء
" بالنساء و " مال هذا " بالكهف والفرقان ، و " فما الذين
" بالمعارج ، ، و" أياما تدعوا " بالإسراء فيجوز أن تقف على "
ما " في المواضع الخمسة وعلى " اللام " في المواضع الأربعة الأُول
، و" أيا " في الخامس على القول الحق في ذلك ولا عبرة بتما ذكره الإمام
الشاطبي ، قال في الإتحاف أثناء الكلام على " مال " والأصح : جواز الوقف
على " ما " لجميع القراء لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظًا وحكمًا ، قال
في النشر وهو الذي اختاره وآخذ به ، وأما " اللام " فيحتمل الوقف عليها
انفصالها خطًا وهو الأظهر قياسًا ، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر ،
ولام الجر لا تقطع مما بعدها ثم إذا وقف على " ما " اضطرارًا أو
اختبارًا أو على " اللام " كذلك فلا يجوز الابتداء بقوله تعالى "
لهذا " ولا " هذا " ، وقال أثناء الكلام على " أياما "
الأرجح والأقرب للصواب كما في النشر جواز الوقف على كل من " أيا " و"
ما " لكل القراء اتباعًا للرسم لكونهما كلمتين منفصلتين رسمًا وإلى ذلك أشار
في الطيبة بقوله : وعن ك ٍ ل كما الرسم أجل ،،، أي القول باتباع الرسم الذي عليه
الجمهور هنا أجلُّ وأقوى مما قدمه ،،، شرح بلوغ الأمنية131
([5]) قال شيخنا في الأوجه
الراجحة " أطلق الداني في التيسير الوقف للبزي على " ما " إذا كانت
استفهامية ، وسبقها حرف جر ، وليس بعدها
ألفًا بزيادة هاء السكت وقد وقع ذلك في خمس كلمات هي " عم ، بم ، فيم
، لم ، ومم " ولم يذكر فيه خلافًا عنه ولكن بين في المفردات أن هاء السكت
فيها وقفًا ليست من قراءته على أبي الحسن ، وقد أطلق الشاطبي الخلاف فيها بل ومنع
ردها فقال " وادفع مجهلا" مع أنها ليست من طريقه ، ولا طريق التيسير
المسندة إلى رواية البزي من قراءة الداني على الفارسي ، وقد أوضح المحقق في النشر
أن ذلك من المواضع التي خرج فيها صاحب التيسير عن طريقه ،،،، لذلك فالأولى عدم
إلحاق هاء السكت فيها للبزي لأن إلحاق الهاء طريق ابن الحباب ، وهو من
طرق الطيبة ،،،
وقال أيضًا " أطلق المحقق في تحبير التيسير الوقف ليعقوب أيضًا هاء
السكت أيضًا في الخمس كلمات المذكورة ، والصحيح الوقف أن الوقف هاء السكت فيها
كلها لرويس ، أما روح فهي من المستنير ، وقد قطع له بالوقف هاء السكت في الثلاثة
" عم ، وبم ، وفيم " دون " لم ، ومم " إذ يؤخذ من النشر أن
ابن سوار في المستنير ألحق هاء السكت ليعقوب بتمامه في الثلاثة الأول ، دون
الأخيرين ، لذلك نأخذ في الوقف هاء السكت في الخمسة لرويس ، لأن ذلك طريق الإرشاد
لأبي العز ، ولروح بالثلاثة الأول دون " مم ، ولم " لأن ذلك طريق
المستنير لابن سوار منعا من الخلط بين الطرق. الأوجه الراجحة 78 والنشر 2/134،
وانظر فريدة الدهر1/107 ، وانظر فريدة الدهر1/496 في تحقيق رواية روح من المستنير.