سورة
الأنعام
وصحبة
يصرف فتح ضمّ وراؤه ... بكسر وذكّر لم يكن شاع وانجلا
وفتنتهم
بالرّفع عن دين كامل ...... ويا ربّنا بالنّصب شرّف وصّلا
أخبر
أن المشار إليهم بصحبة وهم حمزة والكسائي وشعبة قرءوا من يصرف عنه بفتح ضم الياء
وكسر الراء فتعين للباقين القراءة بضم الياء وفتح الراء. ثم أخبر أن المشار إليهما
بالشين
من شاع وهما حمزة والكسائي قرآ ثم لم يكن فتنتهم بياء التذكير فتعين للباقين
القراءة بتاء التأنيث وأن المشار إليهم بالعين والدال والكاف في قوله عن دين كامل
وهم حفص وابن كثير وابن عامر قرءوا فتنتهم برفع التاء فتعين للباقين القراءة
بنصبها فصار حمزة والكسائي بتذكير لم يكن ونصب فتنتهم وابن كثير وابن عامر وحفص
بالتأنيث والرفع ونافع وأبو عمرو وشعبة بالتأنيث والنصب ثم أخبر أن المشار إليهما
بالشين من شرف وهما حمزة والكسائي قرآ والله ربنا بنصب الباء فتعين للباقين
القراءة بخفضها. ومعنى شرف وصلا أي شرف القرآن من وصله ونقله:
نكذّب نصب الرّفع فاز عليمه ... وفي ونكون انصبه في كسبه علا
أخبر
أن المشار إليهما بالفاء والعين في قوله فاز عليمه وهما حمزة وحفص قرآ نردّ ولا
نكذب بنصب رفع الباء، وأن المشار إليهم بالفاء والكاف والعين في قوله في كسبه علا.
وهم
حمزة وابن عامر وحفص قرءوا بذلك في وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فتعين لمن لم
يذكره في الترجمتين القراءة بالرفع على ما قيد لهم فقرأ ابن عامر ولا نكذب بالرفع
وتكون بالنصب وحمزة وحفص بنصبهما والباقون برفعهما:
وللدّار حذف اللّام الأخرى ابن عامر ... والآخرة المرفوع بالخفض وكّلا
أخبر
أن ابن عامر قرأ ولَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأنعام:
32] بحذف اللام الأخرى من وللدار وخفض رفع التاء من الآخرة فتعين للباقين القراءة
بإثبات اللام ورفع التاء من الآخرة وقيد الناظم اللام بالأخرى لينص على أن اللام
المحذوفة هي لام التعريف وسميت لاما باعتبارها قبل الإدغام والأولى هي لام
الابتداء فيعلم منه تخفيف الدال لأن لام الابتداء لا تدغم في الدال، ويعلم تشديد
الدال المثبت من لفظه وقيد الخفض للضد. ومعنى وكلا لزم أي لما حذفت اللام لزم
الخفض بالإضافة:
وعمّ
علا لا يعقلون وتحتها ....... خطابا وقل في يوسف عمّ نيطلا
وياسين
من أصل ولا يكذبونك ال ... خفيف أتى رحبا وطاب تأوّلا
أخبر
أن المشار إليهم بعم وبالعين في قوله عم علا وهم نافع وابن عامر وحفص قرءوا في هذه
السورة أَفَلا يَعْقِلُونَ [يس: 62]، قد نعلم وفي السورة التي تحت هذه السورة وهي
سورة الأعراف فَلا يَعْقِلُونَ والذين يمسكون بتاء الخطاب وأن المشار إليهم بعمّ
وبالنون في قوله عم نيطلا وهم نافع وابن عامر وعاصم قرءوا أَفَلا يَعْقِلُونَ
[يوسف: 2]، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ [يوسف: 110] بالخطاب وأن المشار
إليهما بالميم والهمزة في قوله من أصل وهما ابن ذكوان ونافع قرآ أَفَلا
يَعْقِلُونَ [يس: 62]، وما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ [يس: 69] بالخطاب فتعين لمن لم
يذكره في التراجم المذكورة القراءة بياء الغيب
ثم
أخبر أن المشار إليهما بالهمزة والراء في قوله أتى رحبا وهما نافع والكسائي قرآ
فإنهم لا يكذبونك بإسكان الكاف وتخفيف الذال فتعين للباقين القراءة بفتح الكاف
وتشديد الذال وعلم سكون الكاف من لفظه وفتحه من الإجماع، والنيطل: الدلو، والرحب:
الواسع:
أرأيت في الاستفهام لا عين راجع ... وعن نافع سهّل وكم مبدل جلا
أصل
رأيت رأى فالراء فاء الفعل والهمزة عينه ثم دخلت همزة الاستفهام على رأى فهمزة
الاستفهام هي التي قبل الراء وقوله في الاستفهام يعني إذا كان قبل الراء همزة
الاستفهام سواء اتصل بهذا الفعل حرف خطاب أو حرف عطف أم لا نحو قل أرأيتكم إن
أتاكم قل أرأيتم إن كان أفرأيت من اتخذ وأ رأيت وشبهه أخبر أن المشار إليه بالراء
من راجع وهو الكسائي قرأ بإسقاط الهمزة الثانية المعبر عنها بعين الفعل وهي التي
بعد الراء ثم أمر بتسهيلها لنافع من رواية قالون وورش ثم أخبر أن جماعة من القراء
وهم المصريون أبدلوها ألفا للمشار إليه بالجيم من جلا وهو ورش فصار له وجهان كما
تقدم له في أَأَنْذَرْتَهُمْ [يس: 10]، وها أنتم ويمد إذا أبدل مد الحجز والبدل له
من زيادات القصيد وتعين للباقين القراءة بإثباتها محققة على حالها وحمزة فيها جار
على تخفيف وقفه:
إذا
فتحت شدّد لشام وهاهنا ...... فتحنا وفي الأعراف واقتربت كلا
وبالغدوة
الشّاميّ بالضّمّ هاهنا ... وعن ألف واو وفي الكهف وصّلا
أمر
بتشديد حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج بالأنبياء للشامي وهو ابن عامر والمراد بالتشديد
التاء الأولى من فتحت ثم أمر بتشديد التاء هنا في فتحنا عليهم أبواب كل شيء وفي الأعراف
لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ [الأعراف: 96]، فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ
[القمر: 11]، لابن عامر فتعين للباقين القراءة بتخفيف التاء في الأربعة ومعنى كلا
حفظ التشديد ثم أخبر أن الشامي وهو ابن عامر قرأ وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ [الأنعام: 52] بضم الغين وسكون
الدال وبواو مفتوحة مكان الألف هنا وبالكهف كما نطق به فتعين للباقين القراءة بفتح
الغين والدال وألف بعدها وقيد الناظم فتحت بإذا فيخرج عنه فتحت بالزمر وعم
يتساءلون وفهم من حصر فتحنا تخفيف غيرها فتحنا عليهم بابا:
وإنّ
بفتح عمّ نصرا وبعد كم .......... نما يستبين صحبة ذكّروا ولا
سبيل
برفع خذ ويقض بضمّ سا ... كن مع ضمّ الكسر شدّد واهملا
نعم
دون إلباس وذكّر مضجعا ........ توفّاه واستهواه حمزة منسلا
أخبر
أن المشار إليهم بعم وبالنون في قوله عم نصرا وهم نافع وابن عامر وعاصم قرءوا أنه
من عمل منكم سوء بجهالة بفتح الهمزة وأن المشار إليهما بالكاف والنون من قوله كم
نما وهما ابن عامر وعاصم قرآ فإنه غفور رحيم بفتح الهمزة وهو المراد بقوله بعد
فتعين
لمن
لم يذكره في الترجمتين القراءة بكسرهما فصار ابن عامر وعاصم بفتح الهمزتين ونافع
بفتح الأولى وكسر الثانية والباقون بكسرهما ثم أخبر أن المشار إليهم بصحبة وهم
حمزة والكسائي وشعبة قرءوا وليستبين بياء التذكير فتعين لابن كثير وأبي عمرو وابن
عامر وحفص القراءة بتاء التأنيث ونافع بتاء الخطاب، ثم أخبر أن المشار إليهم
بالخاء من خذوهم القراء كلهم إلا نافعا قرءوا سبيل المجرمين برفع اللام فتعين
لنافع القراءة بنصبها فصار حمزة والكسائي وشعبة وليستبين سبيل المجرمين بالتذكير
والرفع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص بالتأنيث والرفع ونافع بتاء الخطاب
والنصب وقوله ويقض بضم ساكن، أخبر أن المشار إليهم بالنون والدال والهمزة في قوله
نعم دون البأس وهم عاصم وابن كثير ونافع قرءوا إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ
[يوسف: 40]، يقصّ بضم القاف الساكنة مع ضم الكسر في الضاد وأمر لهم بتشديدها
وإهمالها وأراد بالإهمال إزالة النقطة فتصير يقصّ الحق من القصص فتعين للباقين
القراءة بإبقاء القاف على سكونها والضاد على كسرها وتخفيفها معجمة بنقطة من القضاء
كما لفظ به وقوله وذكر مضجعا، أخبر أن حمزة قرأ توفته رسلنا واستهوته الشياطين
بألف ممالة إمالة محضة قبل الهاء على التذكير فتعين للباقين القراءة بتاء التأنيث
مكان الألف وقوله منسلا من انسلت القوم أي تقدمتهم وهو حال من حمزة.
معا
خفية في ضمّة كسر شعبة ... وأنجيت للكوفيّ أنجى تحوّلا
قل
الله ينجيكم يثقّل معهم ......... هشام وشام ينسينّك ثقّلا
قوله:
معا خفية يعني في موضعين تدعونه تضرعا وخفية هنا، وادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً
وَخُفْيَةً [الأعراف: 55]، أخبر أن شعبة وهو أبو بكر قرأ بكسر ضم الخاء في
الموضعين هنا وفي الأعراف فتعين للباقين القراءة بضم الخاء فيهما ثم أخبر أن
أنجيتنا تحول للكوفي أنجانا على ما لفظ به في القراءتين يعني أن عاصما وحمزة
والكسائي قرءوا لئن أنجانا من هذه بألف بين الجيم ونون الضمير والباقون أنجيتنا
بياء مثناة تحت وأخرى مثناة فوق، والهاء والميم من قوله معهم يعود على الكوفيين
المذكورين في البيت السابق، أخبر أن الكوفيين وهشاما معهم قرءوا قُلِ اللَّهُ
يُنَجِّيكُمْ [الأنعام: 64] منها بفتح النون وتشديد الجيم فتعين للباقين القراءة
بإسكان النون وتخفيف الجيم وقيد ينجيكم بقل الله ليخرج به قل من ينجيكم المتفق
التشديد ثم أخبر أن الشامي وهو ابن عامر قرأ وإما ينسينك الشيطان بفتح النون
الأولى وتشديد السين فتعين للباقين القراءة بسكون النون وتخفيف السين.
وحرفي
رأى كلا أمل مزن صحبة ... وفي همزة حسن وفي الرّاء يجتلا
بخلف
وخلف فيهما مع مضمر ... مصيب وعن عثمان في الكلّ قلّلا
يريد
رأى إذا كان فعلا ماضيا عينه همزة بعدها ألف وأراد بحرفيه الراء والهمزة كلا أي
كل
ما جاء منها في القرآن فكلامه في هذين البيتين على ما جاء من ذلك قبل حرف متحرك
وهو ستة عشر موضعا: رَأى كَوْكَباً [الأنعام: 76]، ورَأى أَيْدِيَهُمْ [هود: 70]،
ورَأى بُرْهانَ [يوسف: 240]، ورَأى قَمِيصَهُ [يوسف: 280]، ورَأى ناراً [طه:
10]، وَإِذا
رَآكَ [الأنبياء: 36]، ورَآها تَهْتَزُّ [النمل: 10]، ورَآهُ مُسْتَقِرًّا [النمل:
40]، ورَآها تَهْتَزُّ [القصص: 31]، فَرَآهُ حَسَناً [فاطر: 8]، فَاطَّلَعَ
فَرَآهُ [الصافات: 55]، ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى [النجم: 11]، وَلَقَدْ رَآهُ
نَزْلَةً أُخْرى [النجم: 13]، ولَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى [النجم:
18]، وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ [التكوير: 23]، وأَنْ رَآهُ اسْتَغْنى [العلق:
70]، أمر بإمالة الراء والهمزة في حالين من هذه المواضع كلها للمشار إليهم بالميم
وبصحبة من قوله مزن صحبة وهم ابن ذكوان وحمزة والكسائي وشعبة. والمزن جمع مزنة وهي
السحابة البيضاء والمطر ثم قال وفي همزة حسن، أخبر أن المشار إليه بالحاء من حسن
وهو أبو عمرو أمال الهمزة دون الراء ثم قال وفي الراء يجتلا بخلف، أخبر أن المشار
إليه بالياء من يجتلا وهو السوسي أمال الراء بخلاف عنه فصار للسوسي وجهان إمالة
الراء والهمزة وفتح الراء وإمالة الهمزة. ثم قال وخلف فيهما مع مضمره مصيب، أخبر
أن
المشار إليه بالميم من مصيب وهو ابن ذكوان اختلف عنه فيهما أي في إمالة الراء
والهمزة إذا كانا مع مضمر وجملته تسعة مواضع وَإِذا رَآكَ [الأنبياء: 36]،
فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ [النمل: 10]، فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ
[النمل: 40]، فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ [القصص: 31]، فَرَآهُ حَسَناً [فاطر: 8]،
فَاطَّلَعَ فَرَآهُ [الصافات: 55]، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى [النجم: 13]،
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ [التكوير: 23]، وأَنْ رَآهُ اسْتَغْنى [العلق: 7]،
والخلف المشار إليه أن ابن ذكوان روي عنه إمالة الراء والهمزة وروي عنه فتحهما،
وأما إذا لم يكن مع مضمر فلا خلاف عنه في إمالة الراء والهمزة. ثم قال وعن عثمان
في الكل قللا، أخبر أن ورشا روى عنه تقليل الراء والهمزة أي قراءتهما بين اللفظين
في الكل أي في كل ما كان مع مضمر وما كان مع ظاهر فتعين لمن لم يذكره في هذه
التراجم القراءة بفتح الراء والهمزة فصار قالون وابن كثير وهشام وحفص بفتح الراء
والهمزة مطلقا وورش بتقليلهما وحمزة والكسائي وشعبة بإمالتهما والدوري أمال الهمزة
وفتح الراء والسوسي قرأ مثله في رواية عنه وأمالهما في رواية أخرى وابن ذكوان فرق
بين ما لم يتصل به ضمير وبين ما اتصل به فأمالهما فيما لم يتصل به مضمر بلا خلاف
وقرأ بإمالتهما وفتحهما فيما اتصل به ضمير ثم انتقل إلى القسم الثاني وهو ما وقع
قبل ساكن فقال:
وقبل
السكون الرّا أمل في صفا يد ... بخلف وقل في الهمز خلف يقي صلا
وقف
فيه كالأولى ونحو رأت رأوا .............. رأيت بفتح الكلّ وقفا وموصلا
كلامه
الآن فيما جاء من رأى قبل الساكن المنفصل أي قبل لام التعريف الساكن وهو ستة
مواضع: رَأَى الْقَمَرَ [الأنعام: 77]، ورَأَى الشَّمْسَ [الأنعام: 78]، ورَأَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا [النحل: 85]، ورَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا [النحل: 86]،
وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ [الكهف: 53]، ورَأَ الْمُؤْمِنُونَ [الأحزاب: 22]، أمر
بإمالة الراء في الوصل من هذه المواضع للمشار إليهم بالفاء والصاد والياء من قوله
في صفائد وهم حمزة وشعبة والسوسي. ثم قال بخلف: يعني عن المذكور منهم آخرا وهو
السوسي، ثم أخبر أن المشار إليهما بالياء والصاد في قوله يقي صلا وهما السوسي
وشعبة أمالا الهمزة بخلاف عنهما فصار حمزة بإمالة الراء وفتح الهمزة وشعبة عنه
وجهان إمالة الراء وفتح الهمزة كحمزة وإمالة الراء والهمزة معا والسوسي عنه وجهان
فتح الراء والهمزة معا وإمالة الراء والهمزة معا والباقون بفتح الراء والهمزة معا
والخلف المشار إليه عن السوسي أن أبا عمرو الداني قرأ على أبي الفتح الضرير
بإمالتهما وعلى ابن غلبون بفتحهما وروى عن الزيدي من غير طريق السوسي والدوري
إمالة الراء وفتح الهمزة وهو طريق ابن سعدان وابن جبير وعكسه بفتح الراء وإمالة
الهمزة وهي طريق أبي حمدون وأبي عبد الرحمن وهذا الوجه في التيسير والوجه الذي
قبله ذكره الداني في الموضح وبالجميع قرأت وقوله وقف فيه كالأولى فيه أي عليه أي
وقف عليه كالكلمة الأولى وهي رأى كوكبا وأخواتها. أمر الناظم رحمه الله أن يفعل في
الوقف على رأى الواقع قبل السكون ما فعل في رأى الواقع قبل الحركة من إمالة الهمزة
وحدها للدوري ومن إمالتها وحدها وإمالتها مع الراء للسوسي ومن إمالتها لابن ذكوان
وحمزة والكسائي وشعبة ومن تفليل فتحهما لورش ومن فتحهما للباقين والوجه في ذلك أن
الألف يعود في الوقف لزوال الساكن فيصير من النوع الأول فيكون حكمه حكمه فيجري كل
واحد منهم على أصله في المتحرك. وقوله نحو رأت رأوا رأيت، يعني إذا اتصل برأي ساكن
لا يفارقه نحو رأته حسبته ورأتهم من مكان بعيد وإذا رأوك وإذا رأوهم فلما رأوه
وإذا رأيت الذين فلما رأيته بفتح الكل أي بفتح القراء كلهم أي لا خلاف في فتح
الراء وفتح الهمزة في الوصل والوقف لأن الساكن لا ينفصل من رأى في وقف ولا وصل
والخلاف إنما وقع فيما يصح انفصاله من الساكن الذي بعده ورجوع الألف إليه في حال
الوقف عليه.
وخفّف نونا قبل في الله من له ... بخلف أتى والحذف لم يك أوّلا
قوله
قبل في الله، أراد به أتحاجوني في الله ولم يمكنه النطق بالكلمة في نظمه لما فيها
من اجتماع الساكنين فلذلك قال قبل في الله من له وأخبر أن المشار إليهم بالميم
واللام والهمزة في قوله من له أتى وهم ابن ذكوان وهشام ونافع قرءوا أَتُحاجُّونِّي
فِي اللَّهِ [الأنعام: 80]، بتخفيف النون فتعين للباقين القراءة بتشديدها وقوله
بخلف أي عن هشام التشديد والتخفيف والأصل أتحاجونني بنونين فمن شدد أدغم الأولى في
الثانية ولا بد من إشباع مد الواو لأجل الساكنين وهما الواو والنون الأولى المدغمة
ومن خفف حذف إحدى
النونين.
واختلف في المحذوفة منهما فذهب الحذاق من النحويين إلى أن المحذوفة هي الثانية
وإليه أشار الناظم بقوله والحذف لم يك أولا وإنما لم تحذف الأولى لأنها علامة
الرفع ولما حذفت الثانية كسرت الأولى لأجل ياء الضمير.
وفي
درجات النّون مع يوسف ثوى ... وو اللّيسع الحرفان حرّك مثقّلا
وسكّن
شفاء واقتده حذف هائه ...... شفاء وبالتّحريك بالكسر كفّلا
ومدّ
بخلف ماج والكلّ واقف ............. بإسكانه يذكو عبيرا ومندلا
أراد
نرفع درجات من نشاء هنا وبيوسف وأراد بالنون التنوين، وأخبر أن المشار إليهم
بالثاء من ثوى وهم الكوفيون قرءوا نرفع درجات في السورتين بتنوين التاء فتعين
للباقين القراءة بغير تنوين، ثم أخبر أن المشار إليهما بالشين من شفاء وهما حمزة
والكسائي قرآ والليسع وأراد بالحرفين الكلمتين هنا وفي صاد بفتح اللام منهما مع
تشديدها وتسكين الياء وأراد بالتحريك الفتح فتعين للباقين القراءة بتسكين اللام
وفتح الياء وقوله واقتده حذف هائه شفاء أخبر أن المشار إليهما بالشين من شفاء وهما
حمزة والكسائي قرآ فبهداهم اقتده بحذف الهاء في الوصل فتعين للباقين القراءة
بإثباتها وأن من أشار إليه بالكاف من كفلا وهو ابن عامر حركها بالكسر. ثم أمر
للمشار إليه بالميم من ماج وهو ابن ذكوان يمدها بخلاف عنه فتعين للباقين القراءة
بإسكانها وأراد بالمد إشباع الكسر حتى يتولد منه ياء وهذا الوجه عن ابن ذكوان هو
المذكور عنه في التيسير والقصر عنه من زيادات القصيد ومعنى ماج اضطرب وحيث كان
خلاف الهاء في الوصل تعرض لما يفهم منه بقوله والكل واقف
بإسكانه
أي بإسكان الهاء، أخبر أن الجميع يثبتون الهاء ساكنة في الوقف من حذفها في الوصل
ومن حركها ومن سكنها أيضا. وقوله يذكو عبيرا ومندلا لم يتعلق به حكم وإنما تمم به
البيت.
ويذكو:
معناه يفوح. والعبير: الزعفران، والمندل: العود الهندي وقال صاحب الصحاح:
المندل
عطر ينسب إلى المندل وهي بلاد الهند.
وتبدونها تخفون مع تجعلونه ... على غيبه حقّا وينذر صندلا
أخبر
أن المشار إليهما بحقا وهما ابن كثير وأبو عمرو قرآ يجعلونه قرأ طيس يبدونها
ويخففون كثيرا بياء الغيب فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب في الكلمات الثلاث ثم
قال:
وينذر
صندلا أخبر أن المشار إليه بالصاد من صندلا وهو شعبة قرأ ولينذر أم القرى ومن حولها
بياء الغيب فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب وحذف الناظم لام لتنذر ضرورة ولم
يذكر الغيب اكتفاء بتقديم ذكره في ترجمة يجعلونه، والصندل: شجر طيب الرائحة.
وبينكم
ارفع في صفا نقر وجا ..... عل اقصر وفتح الكسر والرّفع ثمّلا
وعنهم
بنصب اللّيل واكسر بمستقر ... ر القاف حقّا خرّقوا ثقله انجلا
أخبر أن المشار إليهم بالفاء والصاد وبنفر من قوله في صفا نفر وهم حمزة وشعبة وابن كثير وأبو عمرو، وابن عامر قرءوا لقد تقطع بينكم برفع النون فتعين للباقين القراءة بنصبها وقوله وجاعل اقصر، أي احذف الألف منه وقوله وفتح الكسر أي فتح كسر العين وقوله والرفع أي وفتح رفع اللام وقوله وعنهم أي وعن الكوفيين بنصب الليل أي بنصب اللام منه يعني أن المشار إليهم بالثاء من ثملا وهم عاصم وحمزة والكسائي قرءوا وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً [الأنعام: 96] بفتح العين واللام من غير ألف ونصب الليل فتعين للباقين أن يقرءوا وجاعل الليل بألف وكسر العين ورفع اللام وخفض الليل وقوله واكسر بمستقر القاف أمر للمشار إليهما بقوله حقا وهما ابن كثير وأبو عمرو بكسر القاف في مستقر ومستودع فعين للباقين القراءة بفتحها وقوله خرقوا ثقله انجلا أخبر أن المشار إليه بالألف من انجلا وهو نافع قرأ وخرقوا له بنين وبنات بتشديد الراء فتعين للباقين القراءة بتخفيفها، ومعنى ثملا:أصلح، وانجلا: انكشف.
وضمّان
مع ياسين في ثمر شفا ... ودارست حق مدّه ولقد حلا
وحرّك
وسكّن كافيا واكسرنّها ... حمى صوبه بالخلف درّ وأوبلا
أخبر
أن المشار إليهما بالشين من شفا وهما حمزة والكسائي قرآ انظروا إلى ثمره وكلوا من
ثمره بهذه السورة ولِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ [يس: 35] بضم الثاء والميم فتعين
للباقين القراءة بفتحها وقوله ودارست حق مده أخبر أن المشار إليهما بقوله حق وهما
ابن كثير وأبو عمرو قرآ وليقولوا دارست بالمد أي بألف بعد الدال ثم قال ولقد حلا
يعني المد فتعين للباقين القراءة بالقصر أي بحذف الألف ثم قال: وحرك وسكن كافيا،
أمر للمشار إليه بالكاف من كافيا وهو ابن عامر بتحريك السين أي بفتحها وبتسكين
التاء وله القصر مع الجماعة فتعين للباقين القراءة بسكون السين وفتح التاء وقد
تقدم لهم القصر فصار نافع والكوفيون درست بالقصر وإسكان السين وفتح التاء وابن
كثير وأبو عمرو بالمد والإسكان والفتح وابن عامر بالقصر وفتح السين وإسكان التاء
وقوله واكسرنها أمر للمشار إليهم بالحاء والصاد والدال في قوله حمى صوبه بالخلف در
وهم أبو عمرو وشعبة وابن كثير بكسر الهمزة في وما يشعركم أنها إذا جاءت فتعين
للباقين القراءة بفتحها وقوله بالخلف أي عن شعبة لأن الناظم رحمه الله ذكر الخلف
بعد رمز شعبة فحصل له في أنها وجهان فتح الهمزة وكسرها والهاء من صوبه للكسر،
والصوب: نزول المطر، ودر أي تتابع نزوله وأوبلا: إذا صار ذا وبل.
وخاطب فيها يؤمنون كما فشا ... وصحبة كفء في الشّريعة وصّلا
أخبر
أن المشار إليهما بالكاف والفاء في قوله كما فشا وهما ابن عامر وحمزة قرآ إذا جاءت
لا تؤمنون بالخطاب فيها أي في هذه السورة وأن المشار إليهم بصحبة والكاف في قوله
كفء وهم حمزة والكسائي وشعبة وابن عامر قرءوا، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ
وَآياتِهِ
يُؤْمِنُونَ
[الجاثية: 6]، بتاء الخطاب أيضا فتعين لمن يذكره في الترجمتين القراءة بياء الغيب،
ومعنى وصلا: أي وصله النقلة إلينا.
وكسر وفتح ضمّ في قبلا حمى ... ظهيرا وللكوفيّ في الكهف وصّلا
أخبر
أن المشار إليهم بالخاء والظاء في قوله حمى ظهيرا وهم أبو عمرو وابن كثير
والكوفيون قرءوا بهذه السورة وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا
[الأنعام: 111] بضم كسر القاف وضم فتح الباء ثم أخبر أن هذا التقييد المذكور وصل
للكوفيين في سورة الكهف يعني أن عاصما وحمزة والكسائي قرءوا أيضا أو يأتيهم العذاب
قبلا بضم كسر القاف وضم فتح الباء فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بكسر
القاف وفتح الباء.
وقل كلمات دون ما ألف ثوى ... وفي يونس والطّول حاميه ظلّلا
أخبر أن المشار إليهم بالثاء من ثوى وهم عاصم وحمزة والكسائي قرءوا هنا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا [الأنعام: 115] بترك الألف وأن المشار إليهم بالحاء والظاء في قوله حاميه ظللا وهم أبو عمرو وابن كثير والكوفيون قرءوا كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا [يونس: 33]، إن الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ كلاهما [يونس: 96]، وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا [غافر: 6]، بترك الألف فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بإثبات الألف بعد الميم.
وشدّد
حفص منزل وابن عامر ... وحرّم فتح الضّمّ والكسر إذ علا
وفصّل
إذ ثنى يضلّون ضمّ مع ... يضلّوا الّذي في يونس ثابتا ولا
أخبر أن حفصا وابن عامر قرآ أنه منزل من ربك بتشديد الزاي وفتح النون فتعين للباقين القراءة بتخفيف الزاي وإسكان النون، ثم أخبر أن المشار إليهما بالهمزة والعين في قوله إذ علا وهما نافع وحفص قرآ ما حرم عليكم بفتح ضم الحاء وفتح كسر الراء فتعين للباقين القراءة بضم الحاء وكسر الراء وأن المشار إليهم بالهمزة والثاء في قوله إذ ثنى وهم نافع والكوفيون قرءوا فصل لكم بالتقييد المذكور يعني بفتح ضم الفاء وفتح كسر الصاد فتعين للباقين القراءة بضم الفاء وكسر الصاد فصار نافع وحفص في وقد فصل لكم ما حرم عليكم بفتح الفعلين وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضمهما وشعبة وحمزة والكسائي بفتح فصل وضم حرم فحصل ثلاث قراءات وقدم الناظم رحمه الله حرم عليكم على وقد فصل لكم وهو بعده في التلاوة. ثم أخبر أن المشار إليهم بالثاء في قوله ثابتا وهم الكوفيون قرءوا هنا وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ [الأنعام: 119]، رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ [يونس: بضم الياء فتعين للباقين القراءة بفتح الياء فيهما.
رسالات
فرد وافتحوا دون علّة ...... وضيقا مع الفرقان حرّك مثقّلا
بكسر
سوى المكّيّ ورا حرجا هنا ... على كسرها ألف صفا وتوسّلا
أخبر
أن المشار إليهما بالدال والعين في قوله دون علة وهما ابن كثير وحفص قرآ حيث يجعل
رسالاته بحذف الألف الثانية على التوحيد وأمر بفتح التاء لهما فتعين للباقين
القراءة بإثبات الألف وكسر التاء على الجمع وعبر عن التوحيد بقوله فردا أي
بالإفراد وقوله وضيقا مع الفرقان حرك مثقلا. بكسر سوى المكي، أمر بتحريك الياء
بالكسر مع تشديدها في يجعل صدره ضيقا هنا ومَكاناً ضَيِّقاً [الفرقان: 13] لكل
القراء إلا ابن كثير فإنه قرأ بتخفيف الياء وإسكانها فيهما وقوله ورا حرجا هنا،
أخبر أن المشار إليهما بالهمزة والصاد في قوله ألف صفا وهما نافع وشعبة قرآ هنا
حرجا كأنما بكسر الراء فتعين للباقين القراءة بفتحها، والألف الأليف: وصفا أخلص،
وتوسلا: تقرب.
ويصعد خفّ ساكن دم ومدّه ... صحيح وخفّ العين داوم صندلا
أخبر
أن المشار إليه بالدال من دم وهو ابن كثير قرأ كأنما يصعد بتخفيف الصاد وإسكانها
فتعين للباقين القراءة بتشديد الصاد وفتحها ثم قال ومده صحيح، أخبر أن المشار إليه
بالصاد من صحيح وهو شعبة قرأ بمد الصاد أي بألف بعدها فتعين للباقين القراءة بغير
ألف ثم أخبر أن المشار إليهما بالدال والصاد في قوله داوم صندلا وهما ابن كثير
وشعبة قرآ بتخفيف العين فتعين للباقين القراءة بتشديدها ففيها ثلاث قراءات ابن
كثير يصعد بإسكان الصاد وتخفيف العين وشعبة يصاعد بتشديد الصاد وألف بعدها وتخفيف
العين والباقون يصعد بتشديد الصاد والعين من غير ألف بينهما ولا خلاف في قوله
تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر: 10] أنه بالتخفيف من غير
ألف.
ونحشر مع ثان بيونس وهو في ... سبا مع نقول اليا في الأربع عمّلا
أخبر
أن المشار إليه بالعين من عملا وهو حفص قرأ هنا وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا
مَعْشَرَ الْجِنِّ [الأنعام: 128]، وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا
[يونس: 40]، وقيده بالثاني وهو في سبأ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً [يونس: 48]،
ثم نقول بالياء في الأربع كلمات أعني نحشر في الثلاث مواضع ونقول وهو رابع لأنه عد
نقول مع الثلاثة فتعين للباقين القراءة بالنون فيهن ولا خلاف في وَيَوْمَ
نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً [يونس: 48]، ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ
شُرَكاؤُكُمُ [الأنعام: 22]، وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ
لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ [يونس: 280]، الأول بيونس أنهما بالنون في نحشر
ونقول:
وخاطب شام يعملون ومن تكو ... ن فيها وتحت النّمل ذكّره شلشلا
أخبر
أن الشامي وهو ابن عامر (ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما تعملون)
[الأنعام: 132]، بتاء الخطاب فتعين للباقين القراءة بياء الغيب، ثم أمر للمشار
إليهما
بالشين من شلشلا وهما حمزة والكسائي بالقراءة بالتذكير ومن يكون له عاقبة الدار
هنا وتحت النمل يعني القصص فتعين للباقين القراءة بالتأنيث فيهما.
مكانات مدّ النّون في الكلّ شعبة ... بزعمهم الحرفان بالضّمّ رتّلا
أخبر
أن شعبة قرأ مكاناتكم بمد النون أي بالألف بعد النون في كل ما في القرآن فتعين
للباقين القراءة بالقصر أي بحذف الألف نحو قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ولو نشاء
لمسخناهم على مكانتهم ثم أخبر أن المشار إليه بالراء من قوله رتلا وهو الكسائي قرأ
فقالوا هذا لله بزعمهم ولا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم بضم الزاي فيهما ومراده
بالحرفين الموضعان فتعين للباقين القراءة بفتح الزاي فيهما.
وزيّن
في ضمّ وكسر ورفع قت ....... ل أولادهم بالنّصب شاميّهم تلا
ويخفض
عنه الرّفع في شركاؤهم ... وفي مصحف الشّامين بالياء مثّلا
أخبر
أن الشامي وهو ابن عامر قرأ وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم بضم
الزاي وكسر الياء ورفع اللام من قتل ونصب الدال من أولادهم
وخفض
رفع الهمزة في شركائهم فتعين للباقين أن يقرءوا وكذلك زين بفتح الزاي والياء لكثير
من المشركين قتل بنصب اللام أولادهم بخفض الدال شركاؤهم برفع الهمزة وقوله وفي
مصحف الشامين بالياء مثلا أخبر أن شركاءهم مرسوم بالياء في مصحف أهل الشام: الذي
بعثه إليهم عثمان بن عفان رضي الله عنه وهذا مما يقوي قراءة ابن عامر ثم قال رحمه
الله تعالى:
ومفعوله
بين المضافين فاصل ... ولم يلف غير الظّرف في الشّعر فيصلا
كالله
درّ اليوم من لامها فلا ............... تلم من مليمي النّحو إلّا مجهّلا
ومع
رسمه زجّ القلوص أبي مزا .......... دة الأخفش النّحويّ أنشد مجملا
تقدير
قراءة ابن عامر وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم فقوله شركائهم
مخفوض بإضافة قتل إليه وأولادهم مفعول بقوله قتل فجاء المفعول في قراءته وهو
أولادهم فاصل بين المضاف والمضاف إليه ولأجل ذلك أنكر هذه القراءة قوم من النحاة
قالوا لم تفصل العرب بين المضاف والمضاف إليه سوى بالظرف في الشعر خاصة في مثل قول
الشاعر:
لله
در اليوم من لامها
لأن
اليوم وهو ظرف فصل بين المضاف والمضاف إليه وهو در من والتقدير لله در من لامها
اليوم. واعلم أن هذا عجز بيت لعمرو بن قمئة وأوله:
لما
رأت ساتيدما استعبرت ... لله در اليوم من لامها
وساتيدما
موضع واستعبرت بكت وقوله فلا تلم من مليم النحو أي النحاة الذين
تعرضوا
لإنكار قراءة ابن عامر على قسمين منهم من ضعفها ومنهم من جهل قارئها فلا تلم الأول
واعذره ولا تلم إلا الثاني بتجهيله مثل ابن عامر وتخطئته إياه مع ثبوت قراءته ورفع
قدره وصحة ضبطه وتحقيقه فمن خطأ مثل هذا فهو الذي يستحق اللوم فإذا ثبتت القراءة
فلا وجه للرد والإنكار مع كون الرسم شاهدا للقراءة وهو جر شركائهم. وكلام العرب
أيضا وهو ما أنشده أبو الحسن الأخفش سعيد سعد بن سعدة النحوي صاحب الخليل وسيبويه:
فزججتها
بمزجة زجّ القلوص أبي مزادة تقديره زجّ أبي مزادة القلوص فالقلوص مفعول بقوله زجّ
وجاء في هذا الشعر فاصلا بين المضافين كما جاء المفعول فاصلا في الآية فكأنه يقول
ومع شهادة الرسم بصحته فالأخفش أنشد مستشهدا له بقول القائل وذكر البيت ومجملا أي
غير طاعن كما فعل غيره ويقع في بعض النسخ مليمي بالياء بلفظ الجمع وفي بعضها بغير
ياء بلفظ المفرد وهو الرواية وقول الناظم رحمه الله أبي مزادة الأخفش بفتح الهاء
من مزادة وكان بعض الشيوخ يجيز قراءتها بالتاء وفتحها.
وإن
تكن أنّث وميتة ................ دنا كافيا وافتح حصاد كذى حلا
نما
وسكون المعز حصن وأنّثوا ... يكون كما في دينهم ميتة كلا
أمر
بتأنيث يكن للمشار إليهما بالكاف والصاد في قوله كفء صدق وهما ابن عامر وشعبة قرآ
ومحرّم على أزواجنا وإن تكن بتاء التأنيث فتعين للباقين القراءة بياء التذكير. ثم
أخبر أن المشار إليهما بالدال والكاف في قوله دنا كافيا وهما ابن كثير وابن عامر
قرآ ميتة فهم فيه شركاء بالرفع كما نطق به فتعين للباقين القراءة بالنصب فصار ابن
عامر وإن تكن ميتة بالتأنيث والرفع وشعبة بالتأنيث والنصب وابن كثير بالتذكير
والرفع والباقون بالتذكير والنصب وقوله وافتح حصاد أمر للمشار إليهم بالكاف والحاء
والنون في قوله كذى حلا نما وهم ابن عامر وأبو عمرو وعاصم بفتح الحاء في حصاده
فتعين للباقين القراءة بكسرها وقوله وسكون المعز حصن. أخبر أن المشار إليهم بحصن
وهم الكوفيون ونافع قرءوا ومن المعز بسكون العين فتعين للباقين القراءة بفتحها، ثم
أخبر أن المشار إليهم بالكاف والفاء والدال في قوله:
كما
في دينهم وهم ابن عامر وحمزة وابن كثير قرءوا إلا أن تكون بتاء التأنيث فتعين
للباقين القراءة بياء التذكير ثم أخبر أن المشار إليه بالكاف من كلا وهو ابن عامر
قرأ ميتة أو دما بالرفع كما لفظ به فتعين للباقين القراءة بالنصب فصار ابن عامر
إلا أن تكون ميتة بالتأنيث والرفع وحمزة وابن كثير بالتأنيث والنصب والباقون
بالتذكير والنصب وعلم رفع ميتة في الموضعين من إطلاقه المقرر في قوله وفي الرفع
والتذكير.
وتذّكّرون الكلّ خفّ على شذا ... وأنّ اكسروا شرعا وبالخفّ كمّلا
أخبر
أن المشار إليهم بالعين والشين في قوله على شذا وهم حفص وحمزة والكسائي قرءوا تذكرون
بتخفيف الذال في كل ما في القرآن منه إذا كان بتاء واحدة مثناة من فوق نحو
ذلكم
وصاكم به لعلكم تذكرون فتعين للباقين القراءة بالتشديد، ثم أخبر أن المشار إليهما
بالشين من شرعا وهما حمزة والكسائي قرآ وأن هذا صراط مستقيما بكسر الهمزة فتعين
للباقين القراءة بفتحها ثم قال: وبالخف كملا أخبر أن المشار إليه بالكاف من كملا
وهو ابن عامر قرأ بتخفيف النون فتعين للباقين القراءة بتشديدها فصار وإن بكسر
الهمزة وتشديد النون لحمزة والكسائي وبفتح الهمزة وتخفيف النون لابن عامر وبفتح
الهمزة وتشديد النون للباقين وقوله كملا أي كمل ثلاث قراءات.
ويأتيهم شاف مع النّحل فارقوا ... مع الرّوم مدّاه خفيفا وعدّلا
أخبر
أن المشار إليهما بالشين من شاف وهما حمزة والكسائي قرآ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا
أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ [الأنعام: 108]، أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ
[النحل: 33] هنا وهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ
يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ [النحل: 33]، بياء التذكير كلفظه فتعين للباقين القراءة
بتاء التأنيث والألف في مداه ضمير مدلول شاف وهما حمزة والكسائي قرآ
(إن
الذين فارقوا دينهم) [الأنعام: 159]، و (من الذين فارقوا دينهم) [الروم: 32]،
بالمد أي بألف بعد الفاء وتخفيف الراء فتعين للباقين القراءة بالقصر أي بحذف الألف
وتشديد الراء فيهما وعلمت ترجمة يأتيهم من إطلاقه المقرر في قوله وفي الرفع
والتذكير والغيب جملة على لفظها أطلقت وعلم أن مد فارقوا ألف وأنه بعد الفاء من
لفظه ومعنى عدلا: أصلح.
وكسر
وفتح خفّ في قيما ذكا ... وياءاتها وجهي مماتي مقبلا
وربي
صراطي ثمّ إنّي ثلاثة ... ومحياي والإسكان صحّ تحملا
أخبر
أن المشار إليهم بالذال من ذكا وهم الكوفيون وابن عامر قرءوا دينا قيما بكسر القاف
وفتح الياء وتخفيفها فتعين للباقين القراءة بفتح القاف وكسر الياء وتشديدها. ثم
أخبر أن فيها ثمان ياءات إضافة وجهي للذي ومماتي لله وربي إلى صراط مستقيم وأن هذا
صراطي مستقيما وقوله ثم إني ثلاثة أراد إني أمرت وإني أخاف وإني أراك ومحياي وأشار
بقوله والإسكان صح تحملا إلى صحة نقل الإسكان في محياي عن قالون وترك الالتفات إلى
قول من طعن فيه من النحاة ولما احتاج إلى قافية البيت الأول أتى بمناسب فقال مماتي
مقبلا أي جاء موتي مسرعا إليّ.