باب: نقل حركة
الهمز إلى الساكن قبلها
لتحميل حلقة الشرح اضغط هنا
لتحميل الشرائح المستخدمة في الشرح اضغط هنا
هذا نوع من
أنواع تخفيف الهمز المفرد، وأدرج معه في الباب مذهب حمزة في السكت، وهو مذكور في
كتاب التيسير بعد باب الوقف على مرسوم الخط في باب يخصه، وذكر في الباب أيضا
مسألة: "آلَان، وعادا الُاولي" وهما في التيسير في سورتي يونس والنجم،
وهكذا "ردءًا" ذكرها الداني في سورة القصص.
وبالله التوفيق.
وَحَرِّكْ
لِوَرْشٍ كُلَّ سَاكِنِ آخِرٍ ... صَحِيحٍ بِشَكْلِ الْهَمْزِ واحْذِفْهُ مُسْهِلا
وصف الساكن
بوصفين: أحدهما أن يكون آخر الكلمة والهمز أول الكلمة التي بعدها؛ لأن الأطراف
أنسب للتغيير من غيرها، والثاني أن يكون الساكن الآخر صحيحا أي ليس بحرف مد ولين
نحو: {فِي أَنْفُسِهِمْ} ، و {قَالُوا آمَنَّا} ؛ لأن حرف المد لما فيه من المد
بمنزلة المتحرك فلم ينقل إليه كما لم ينقل إلى المتحرك ويدخل في هذا ميم الجمع قبل
الهمز؛ لأن ورشا يصلها بواو فلا ينقل حركة ذلك الهمز في نحو: "ومنهمو
أميون"؛ لأن قبله حرف مد ولين وهو الواو التي هي صلة الميم فإن كان قبل
الهمزة ياء أو واو ليسا بحرفي مد ولين وذلك بأن ينفتح ما قبلهما فإنه ينقل حركة
الهمزة إليهما نحو: {ابْنَيْ آدَمَ} ، {ذَوَاتَيْ أُكُلٍ} ، {خَلَوْا إِلَى} ،
{تَعَالَوْا أَتْل} ، {وَلَوْ أَنَّهُمْ}.
ودخل في الضابط
أنه ينقل حركة الهمزة في: {أَحَسِبَ النَّاسُ} إلى الميم من ألف لام ميم في أول
العنكبوت وينقل إلى تاء التأنيث نحو: {قَالَتْ أُولاهُمْ}.
وإلى التنوين
نحو: "كفْؤا أحد"
وإلى لام التعريف نحو: "الأرض"،
و"الآخرة"؛ لأنها منفصلة مما بعدها فهي وهمزتها كلمة مستقلة نحو: قد وهل
حرف دخل لمعنى، فكانت لذلك آخر كلمة وإن اتصلت خطا، والتنوين معدود حرفا؛ لأنه نون
لفظا، وإن لم تثبت له صورة في الخط، وقد نص في التيسير على النقل إلى جميع ما ذكرناه
من الأمثلة وليس هذان الشرطان بلازمين في اللغة فالنقل جائز في وسط الكلمة كما
يجوز في آخرها، وهذا سيأتي في مذهب حمزة في الوقف ويجوز النقل إلى حرف المد غير
الألف مثل: قاضو أبيك وابتغى أمره نص الزمخشري عليهما في المفصل، وفي كتاب سيبويه
من ذلك أمثلة كثيرة، ولو كانت الألف تقبل الحركة لجاز النقل إليها وقيل: لا تنقل
إلى الواو والياء حركة همزة مضمومة ولا مكسورة؛ لثقل ذلك، والغرض من النقل تخفيف
اللفظ بتسهيل الهمز والنقل في ذلك أثقل من عدم النقل، فترك الهمز بحاله، وقد
استعمل الناظم هنا قوله: ساكن صحيح باعتبار أنه ليس بحرف مد ولين، ولم يرد أنه ليس
بحرف علة بدليل أنه ينقل بعد حرف اللين في نحو: "ابني آدم"، و"خلوا
إلى" كما تقدم، وهذا بخلاف استعماله في باب المد والقصر حيث قال: أو بعد ساكن
صحيح فإنه احترز بذلك عن حرف العلة مطلقا بدليل أنه لا يمد واو
"الموؤودة" بعد الهمزة وقد تقدم بيان ذلك.
وقوله: بشكل الهمز أي حرك ذلك الساكن الآخر
بحركة الهمز الذي بعده أي حركة كانت.
قوله: واحذفه يعني الهمز بعد نقل حركته؛ لأن بقاءه ساكنا أثقل منه متحركا وربما يكون بعده ساكن في مثل "قد أفلح" فيؤدي إلى الجمع بين الساكنين، ومسهلا حال أي راكبا للطريق الأسهل.
وَعَنْ حَمْزَةَ في الْوَقْفِ خُلْفٌ
وَعِنْدَهُ ... رَوَى خَلَفٌ في الْوَقْفِ سَكْتًا مُقَلَّلا
يعني حكي عن حمزة في الوقف على الكلمة التي
نقل همزها لورش مثل قراءة ورش ومثل قراءة الجماعة، وهذا مطرد فيما نقل إليه ورش،
وفيما لم ينقل إليه، ولكنه داخل في الضابط المذكور في البيت الأول نحو: {يُؤَدِّهِ
إِلَيْكَ}.
فإن ورشا وصل الهاء بياء وفي ميم الجمع وجوه
ستأتي، ولم يذكر صاحب التيسير النقل لحمزة في هذا كله، وذكره جماعة غيره، وسيأتي
له في بابه أنه يخففه الهمز إذا كان وسطا أو آخرا، وهذا الباب الهمز أولا وسيأتي
له في بابه خلاف في الهمز المتوسط بسبب دخول حروف زوائد عليه هل يخفيه أولا ثم ذكر
صاحب التيسير من هذا نحو: "الأرض"، و"الآخرة"، دون: "قد
أفلح" وشبهه.
فإن قلنا: لا يخفف ذاك فهذا أولى؛ لأن هذا
مبتدأ حقيقة وذاك مبتدأ تقديرا.
وإن قلنا يخفف ذلك ففي هذا وجهان.
ثم لا ينبغي أن يختص الخلاف بالهمزة
المنقولة إلى الساكن قبلها بل يعطى لجميع الهمزات المبتدآت حكم المتوسط فيما
يستحقه من وجوه التخفيف، فإن كانت المبتدأة ساكنة، وذلك لا يتصور إلا فيما دخل
عليها همزة وصل وحذفت لاتصال الكلمة التي قبلها بها نحو: {يَا صَالِحُ ائْتِنَا}.
فإذا وقف عليها أبدلها واوا وفي -لقاءنا
ائت- يبدلها ألفا وفي: "الذي أؤتمن" يبدلها ياء، وصاحب التيسير ذكر ما
كان من هذا القبيل في الهمز المتوسط، فقال: تفرد حمزة بتسهيل الهمزة المتوسطة نحو:
"المؤمنون"، و"يأكلون"، و"الذئب".
قال: وكذلك: {الَّذِي اؤْتُمِنَ} "، و:
{لِقَاءَنَا ائْتِ} و: {فِرْعَوْنُ
ائْتُونِي} وشبهه.
قلت: ووجهه أن دخول همزة الوصل قبلها في
الابتداء صيرها متوسطة، فإذا أبدل هذا الهمز حرف مد وكان قبله من جنسه وكان يحذف؛
لأجل سكون الهمزة اتجه وجهان؛ أحدهما: عود الحرف المحذوف؛ لزوال ما اقتضى حذفه وهو
الهمزة الساكنة، فإن الجمع بين حرفي مد من جنس واحد ممكن بتطويل المد، والوجه
الثاني: حذفه لوجود الساكن وهذان الوجهان هما المذكوران في باب وقف حمزة وهشام على
الهمز في قوله:
ويبدله مهما تطرف مثله ... ويقصر أو يمضي
على المد أطولا
وينبني على الوجهين جواز الإمالة في قوله
تعالى: {الْهُدَى ائْتِنَا} لحمزة ولورش أيضا، فإن أثبتنا الألف الأصلية أملنا،
وإن حذفناها فلا، ويلزم من الإمالة إمالة الألف المبدلة فالاختيار المنع والله
أعلم.
إن كانت همزة الابتداء متحركة وقبلها متحرك
جعلت بين بين مطلقا نحو: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ}، {إِنَّ أَبَانَا} ، {وَجَدَ
عَلَيْهِ أُمَّةً} ؛ إلا أن تقع مفتوحة بعد كسر أو ضم فتبدل ياء أو واوا نحو:
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ}، {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ}.
وإن كانت متحركة وقبلها ساكن صحيح أو حرف
لين نقل الحركة إليه على ما يتبين في مذهب ورش، وإن كان حرف مد ولين امتنع النقل
في الألف فتجعل الهمزة بين بين كما يفعل في المتوسطة وعلى قياس مذاهب القراء في
الواو والياء يجوز قلب الهمزة والإدغام ويجوز النقل إلى الأصليتين نحو:
(يَدْعُو إِلَى} ،
{تَزْدَرِي أَعْيُنُكُم) .
والزائدتان هما نحو: {قَالُوا آمَنَّا} ،
{نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ}.
ويجوز النقل إليهما لغة، وأما إذا كان
الساكن قبل الهمزة ميم الجمع نحو: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}.
فقال الشيخ في شرحه: لا خلاف في تحقيق مثل
هذا في الوقف عندنا. قلت: قد ذكر أبو بكر بن مهران في كتاب له قصره على معرفة مذهب
حمزة في الهمز فيه مذاهب أحدها -وهو الأحسن: نقل حركة الهمزة إليها مطلقا فتضم
تارة وتفتح تارة وتكسر تارة نحو: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} ، {عَلَيْهِمْ
أَسْتَغْفَرْتَ} ، {ذَلِكُمْ إِصْرِي}.
الثاني: تضم مطلقا وإن كانت الهمزة مفتوحة
أو مكسورة حذرا من تحرك الميم بغير حركتها الأصلية. الثالث: تنقل في الضم والكسر
دون الفتح؛ لئلا يشبه لفظ التثنية، فإن كانت الهمزة قبلها همزة وهما متفقتان أو
مختلفتان سهل الثانية بما تقتضيه؛ لأنها في الكلمة الموقوف عليها، وفي نحو:
{أَأَنْذَرْتَهُمْ}.
تنقل الأولى وتسهل الثانية ويكون تخفيف
الثانية مخرجا على الخلاف فيما هو متوسط بزائد دخل عليه؛ لأن همزة الاستفهام زائدة
على كلمة أنذر، فإن تحققت هذه القواعد انبنى عليها مسألة حسنة وهي قوله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ}.
فيها ثلاث همزات فنص ابن مهران فيها على
ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه يخفف الثلاثة؛ الأولى تنقل
حركتها إلى لام قل، والثانية والثالثة تجعلان بين الهمزة والواو؛ لأنهما مضمومتان
بعد متحرك، أما تسهيل الثالثة فلا خلاف فيه؛ لأنها همزة متوسطة أو متطرفة إن لم
يعتد بالضمير وفي ذلك بحث سيأتي في موضعه، وفي كيفية تخفيفها وجوه ستأتي، وأما
الثانية فهي متوسطة بسبب الزائد ففي تخفيفها خلاف، وأما الأولى فمبتدأة ففي نقل
حركتها الخلاف المذكور في هذا الباب.
الوجه الثاني: تخفيف الثالثة فقط وذلك رأي
من لا يرى تخفيف المبتدأة ولا يعتد بالزائد.
الوجه الثالث: تخفيف الأخيرتين فقط إعتدادا بالزائد، وإعراضا عن المبتدأة، وكان يحتمل وجها رابعا وهو: أن يخفف الأولى والأخيرة دون الثانية لولا أن من خفف الأولى يلزمه تخفيف الثانية بطريق الأولى؛ لأنها متوسطة صورة فهي أحرى بذلك من المبتدأة، فهذا الكلام كله جره قوله: وعن حمزة في الوقف خلف ... فاحتجنا إلى استيعاب الكلام في وقفه على كل همزة مبتدأة، وفهمت كل ما ذكرته من كلام الأئمة مفرق في كتبهم حتى قال ابن مهران بتركها، وإن كانت في أول الكلمة، قال: وعلى هذا يدل كلام المتقدمين وبه كان يأخذ أبو بكرابن مقسم ويقول بتركها كيف ما وجد السبيل إليها إلا إذا ابتدأ بها؛ فإنه لا بد له منها ولا يجد السبيل إلى تركها، وقال مكي: ذكر ابن مجاهد أنه يسهل لحمزة في الوقف ما كان من كلمتين نحو: {يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}.
قال: يلحقها بواو ونحو: {أَلا يَظُنُّ
أُولَئِكَ}.
قال يجعلها بين الهمزة والواو أجرى الباب
كله على أصل واحد.
فصل:
قوله: وعنده أي وعند الساكن المذكور قيل،
وهو كل آخر صحيح، وروى خلف عن سليم عن حمزة أنه يسكت عليه قبل النطق بالهمز سكتا
مقللا، أي قليلا لطيفا، وهذا حكم آخر غير نقل الهمزة، وع معترضا في هذا الباب
لتعلقه به. وغيره من المصنفين يقرر له بابا؛ وذكره صاحب التيسير بين مرسوم الخط
وياءات الإضافة، والغرض بهذا السكت الاستعانة على إخراج الهمز وتحقيقه بالاستراحة
قبله، ولهذا يسبق لسان كثير من الناس إلى نقل الحركة، والسكت مطرد في كل ما نقل
فيه ورش الحركة، حتى في الميم من قوله تعالى: "الم، أَحَسِبَ النَّاسُ".
بقى عليه أن يسكت أيضا على ميم الجمع قبل
الهمزة نحو: {عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ}.
وورش لا ينقل إليه الحركة، ولكنه ساكن آخر
صحيح، فيدخل في عموم البيت، وإن كان مراده الخصوص في تبيين مذهب ورش. وإذا كان
الساكن قبل الهمزة حرف مد استغنى بمده عن السكت.
وقال أبو القاسم الهذلي: قال سليم في رواية
خلف وغيره. المد يجزئ عن السكت عند الزيات.
وقال في رواية غيره: الجمع بين المد والسكت
أحسن.
والهاء في قوله "وعنده" تعود عن
الساكن كما تقدم، ولا تعود على حمزة؛ لنبو اللفظ عن ذلك وركته، ولأنه يبقي موضع
السكت غير مبين، وإذا عادت الهاء على الساكن الموصوف بان موضع القراءة، وخلص من
قبح العبارة، وقوله: "في الوصل" يريد به إذا وصلت الكلمة التي آخرها ذلك
الساكن بالكلمة التي أولها همزة؛ لأنك إذا وقفت على كلمة الساكن كنت ساكتا لجميع
القراء، وإنما يظهر سكت خلف في الوصل، فنبه على ذلك.
فإن قلت بتقدير أن يقف القارئ على كلمة
الهمز يكون الناظم قد استعمل لفظ الوقف حيث استعمل لفظ
الوصل، لأنه قد سبق أن المراد من قوله
"وعن حمزة في الوقف خلف" وهو وقوفه على كلمة الهمز، فهو واقف باعتبار
نقل الحركة واصل باعتبار السكت، بيانه أن القارئ إذا قرأ "قد أفلح" ووقف
فهو مأمور بشيئين: أحدهما السكت على الدال لأنه وصلها بهمزة أفلح، والثاني نقل
حركة الهمزة إليها لأنه قد وقف فيوسف القارئ أنه واقف واصل والحاقة واحدة.
قلت لا يعد في ذلك لأنهما باعتبارين فوضع
الوصل غير موضع الوقف فإن الوقف على آخر الكلمة الثانية، والوصل وصل آخر الكلمة
الأولى بأول الثانية، ثم يقال: لا يلزم من كونه يصل الساكن بالهمزة أن يقف على
كلمة الهمز فقد يصلها بما بعدها، وإنما يتوجه الإشكال في بعض الصور، وذلك عند
الوقف على كلمة الهمز، وجوابه ما تقدم، ومثاله: شخص له رحم يصل بعض أقاربه ويقطع
بعضهم، فيصح أن يوسف ذلك الشخص بأنه واصل وأنه قاطع نظرًا إلى محل الوصل والقطع،
والله أعلم.
ولا يمكن حمل قوله في الوصل على وصل كلمة الهمزة بما بعدها كما توهمه بعضهم؛ لأن ذلك لم يشترطه أحد فكيف يشترط الناظم ما لم يشترط، وكلام صاحب التيسير دال على ما قاله الناظم -رحمه الله؛ فإنه قال: كان يسكت سكتة لطيفة من غير قطع؛ بيانا للهمز، فقوله: من غير قطع هو قول الشاطبي في الوصل، أي من غير وقف، ثم قال: وقرأ الباقون بوصل الساكن مع الهمزة من غير سكت، وهذا نص فيما ذكرنا، والله أعلم.
وَيَسْكُتُ في شَيْءٍ وَشَيْئًا
وَبَعْضُهُمْ ... لَدَى الَّلامِ لِلتَّعْرِيفِ عَنْ حَمْزَةٍ تَلا
أي وسكت خلف أيضا على الساكن قبل الهمزة في
هاتين الكلمتين وهو الياء وهما كلمة واحدة وإنما غاير بينهما باعتبار لفظ النصب
وغيره لاختلاف ذلك في خط المصحف فالمنصوب بألف دون المرفوع والمجرور، وهذه عبارة
المصنفين من القراء فسلك سبيلهم في ذلك؛ وإنما فعلوا ذلك مبالغة في البيان؛ لئلا
يتوهم من الاقتصار على لفظ أحدهما عدم جريان الحكم في الآخر، ومثله قوله: وجزأ وجزء
ضم الإسكان صف.
فإن قلت: لِم لم يفعل ذلك في
"صراط"، و"بيوت" مع أنهما في القرآن بلفظ النصب وغيره نحو:
{وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} ، {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا}.
قلت: كأنه لما ضبط ذلك؛ لخلوه عن لام
التعريف استغنى عنه وإنما احتاج إلى ذكر شيء وشيئا؛ لأنهما لا يدخلان في الضابط
السابق لورش؛ لأن ورشا لا ينقل فيهما الحركة لأن ساكنهما ليس بآخر كلمته فحاصله أن
خلفا يسكت بين الكلمتين ولم يسكت في كلمة واحدة إلا في هاتين اللفظتين.
وحكى صاحب التيسير هذا السكت عن حمزة في
الكلمة الواحدة مطلقا نحو: {قُرْآنٌ} ، و: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ}.
كما في شيء وهو متجه؛ لأن المعنى الذي لأجله فعل السكت موجود في الجميع، والذي قرأه الداني على أبي الفتح لخلف هو ما ذكره الناظم، وكان لا يرى لخلاد سكتا في موضع ما، وقرأ الداني على طاهر بن غلبون
بالسكت لخلف وخلاد جميعا على لام التعريف
وشيء وشيئا فقط وهو المراد بقوله، وبعضهم أي وبعض أهل الأداء تلا بالسكوت لحمزة
عند لام التعريف كالأرض والآخرة وعنه سكوت شيء وشيئا وتمم ذلك بقوله:
وَشَيْءٍ وَشَيْئًا لَمْ يَزِدْ وَلِنَافِعٍ
... لَدَى يُونُسٍ آلانَ بِالنَّقْلِ نُقِّلاَ
أي لم يزد بعضهم على ذلك شيئا بل اقتصر على
السكت وقال الشيخ المراد لم يزد المذكور فقد صار لخلف وجهان أحدهما السكوت عند كل
ساكن بالشرط المقدم وفي "شيء" و"شيئا"، والثاني يختص السكت
بلام المعرفة وشيء وشيئا فسكوته على لام التعريف وشيء وشيئا بلا خلاف عن خلف؛ لأن
الطريقتين اجتمعتا عليه وفي غير ذلك له خلاف، وصار لخلاد وجهان؛ أحدهما: السكوت
على لام التعريف وشيء وشيئا فقط, والوجه الثاني لخلف والآخر لا سكوت لخلاد في موضع
أصلا، وهذا الموضع من مشكلات القصيدة فافهمه فإن وقفت لحمزة على الكلمة من ذلك فإن
كانت لفظ شيء وشيئا وقفت بتخفيف الهمزة وله وجهان على ما يأتي، وإن كانت غيره نحو
"قد أفلح" والأرض، فإن قلنا: إن حمزة ينقل الحركة في الوقف نقلت؛ لأن
تخفيف الهمزة في الوقف هو مذهبه، فيقدم على غيره كما قلنا في وقفه على شيء وشيئا
وإن قلنا لا ينقل وقفت لخلف بالسكت في "الأرض" وبالسكت وعدمه في
"قد أفلح" ووقفت لخلاد بعدم السكت في "قد أفلح" وبالسكت وعدمه
في "الأرض" فلهما ثلاثة أوجه لخلف، ولخلاد وجهان، النقل وعدمه، وفي نحو
"الأرض" بالعكس لخلاد ثلاثة أوجه ولخلف وجهان النقل والسكوت وهذا من
عجيب ما اتفق، وأما ميم الجمع فإن قلنا يجوز النقل إليها فهي مثل "قد
أفلح" وإلا ففيها لخلف وجهان السكوت وعدمه وصلا ووقفا، وخلاد كغيره وصلا
ووقفا.
فصل:
لما فرغ الناظم من بيان مذهب السكت الذي وقع
معترضا في هذا الباب، رجع إلى تتمة باب نقل الحركة، فذكر مسألة الآن -في يونس-
موضعين: {آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ} 1، {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ}.
وافق قالون ورشًا في نقل الحركة إلى اللام لنقل هذه الكلمة وقد بهمزتين، وكون اللام قبلها ساكن فقوله: "آلآن" مبتدأ وخبره نقلا، أي الآن الذي في يونس نقل لنافع بالنقل، أي نقل عنه على هذه الصفة وشدد نقلا مبالغة وتكثيرًا لنقله؛ لأنه نقله قوم بعد قوم حتى وصل إلينا.
وَقُلْ عَادًا الاُوْلَى بِإِسْكَانِ لامِهِ
... وَتَنْوِينِهِ بِالْكَسْرِ "كَـ"ـاسِيهِ "ظَ"ـلّلا
يعني إسكان لام التعريف وكسر التنوين الذي في "عادًا"؛ لالتقاء الساكنين هو واللام، وهذه القراءة جاءت على الأصل كما تقول: رأيت زيدًا الطويل فلهذا أثنى عليها بقوله: كاسيه ظللا أي حجتها قوية بخلاف قراءة
الباقين ففيها كلام، وكنى بكاسيه عن قارئه؛
لأنه كساه تنوينا فظلله بذلك أي ستره عن اعتراض معترض تعرض للقراءة الأخرى، وإن
كان لا يؤثر اعتراضه والحمد لله.
وهذا الحرف في سورة النجم: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى}.
وَأَدْغَمَ بَاقِيهِمْ وَبِالنَّقْلِ
وَصْلُهُمْ ... وَبَدْؤُهُمْ وَالْبَدْءُ بِالأَصْلِ فُضِّلا
يعني بالباقي نافعا وأبا عمرو؛ لأن القراءة
الأولى عليها الكوفيون وابن كثير وابن عامر ويعني بالإدغام إدغام تنوين
"عادًا" في لام التعريف من الأولى بعد ما نقل إلى اللام حركة الهمزة
تخفيفا واعتدادا بالحركة وإن كانت عارضة؛ لأنهما لما نقلا والتنوين ساكن أدغماه في
اللام المتحركة بناء على قاعدة إدغام التنوين في اللام على ما سيأتي في باب أحكام
النون الساكنة والتنوين.
وحكى أبو عمرو بن العلاء إدغام مثل ذلك في
قولهم: رأيت زيادا لَعجم، في: "زيادا الأعجم" ووجه الاعتراض على هذه
القراءة أن تحريك اللام عارض، فكأنها تعد ساكنة، ولا يصح في الساكن إدغام وجواب
هذا أن الممتنع هو ما يدغم في ساكن حقيقي أما ما هو ساكن تقديراً فلا وليس كل عارض
لا يعتد به ولا ذلك بمجمع عليه وقد تقدم له نظائر، فمن أدغم كان معتدا بالحركة كما
يعتد بها من لغته لَحْمر، إذا ابتدأ بكلمة الأحمر بعد نقل الحركة على ما سيأتي،
والهاء في وصلهم وبدؤهم تعود على مدلول باقيهم وجمع الضمير والباقي اثنان إما على
مذهب من يرى أن أقل الجمع اثنان وإما باعتبار رواتهما أي أن النقل إلى اللام ثابت
وصلا وبدأً ويعني بالوصل وصل الأولى بـ "عادا"، فالنقل لهما فيه لازم؛
لأجل أنهما أدغما التنوين فيها فإن وقفا على "عادًا" ابتدأ الأولى
بالنقل أيضا؛ ليبقى اللفظ حاكيا بحالة الوصل وفي كيفيته وجهان يأتيان؛ فأما ورش
فيتعين النقل له على أصله في النقل إلى لام التعريف، وأما قالون وأبو عمرو فالأولى
لهما أن يبتدئا بالأصل كما يقرأ الكوفيون وابن كثير وابن عامر؛ لأنهما ليس من
أصلهما النقل وما نقلا هنا إلا لأجل الإدغام؛ لتخفيف الكلمة وقد زال الإدغام
بالوقف فيرجع إلى الأصل وهو لأبي عمرو أولى منه لقالون؛ لأن قالون في الجملة قد
نقل الحركة في "آلآن" في موضعي يونس، ونقل أيضا في ردءا كما سيأتي.
ثم ذكر من فضل له البدء بالأصل، والبدء مصدر بدأ، فقال:
لِقَالُونَ وَالْبَصْرِي وَتُهْمَزُ وَاوُهُ
... لِقَالُونَ حَالَ النَّقْلِ بَدْءًا وَمَوْصِلا
أي أن قالون يهمز واو الُاولى إذا بدأ
بالنقل وفي الوصل مطلقا أي حيث قلنا لقالون بالنقل سواء ابتدأ الأولى أو وصلها بـ
"عادا" فواو الُاولى مهموز بهمزة ساكنة وإن قلنا يبتدئ بالأصل فلا همز؛
لئلا يجتمع همزتان فهذا معنى قوله حال النقل ووجه الهمز ضمة اللام قبلها فهمزت
لمجاورة الضم كما همزت إذا كانت مضمومة في أجوه وأدور، وهي لغة لبعض العرب كقوله:
أحب المؤقدين إليَّ موسى
وهذا توجيه أبي علي في الحجة، وقيل: الأصل
في الواو الهمز، وأبدل لسكونه بعد همز مضموم واوًا كأولى فلما حذفت الهمزة الأولى
بعد نقل حركتها إلى لام الأولى زال اجتماع الهمزتين فرجعت تلك الهمزة، ذكر ذلك مكي
وغيره، والله أعلم.
ومادة هذه الكلمة مختلف فيها وهي من
المشكلات وسنتكلم عليها في شرح النظم إن شاء الله تعالى كلاما شافيا وبالله
التوفيق.
وقوله "بدءا وموصلا" مصدران في
موضع الحال أي بادءاً وواصلاً.
ثم ذكر كيفية البدء في حال النقل فقال:
وَتَبْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ في النَّقْلِ
كُلِّهِ ... وَإِنْ كُنْتَ مُعْتَدًّا بِعَارِضِهِ فَلا
أبدل من همز وتبدأ ألفا بعد إسكانها ضرورة.
وقوله: بهمز الوصل يعني همزة الوصل التي
تصحب لام التعريف تقول إذا ابتدأت كلمة دخل فيها لام التعريف على ما أوله همزة قطع
نحو "الأرض" و"الآخرة" و"الإنسان"
و"الإحسان" فنقلت حركة الهمزة إلى اللام ثم أردت الابتداء بتلك الكلمة
بدأت بهمزة الوصل كما تبتدئ بها في صورة عدم النقل لأجل سكون اللام فاللام بعد
النقل إليها كأنها بعد ساكنة؛ لأن حركة النقل عارضة فتبقى همزة الوصل على حالها لا
تسقط إلا في الدرج، وهذا هو الوجه المختار لغة وقراءة على ما سيأتي تقريره، ثم ذكر
وجها آخر وهو أن لا يحتاج إلى همزة لوصل؛ لأنها إنما اجتلبت لأجل سكون اللام وقد
زال سكونها بحركة النقل العارضة فاستغنى عنها فهذا معنى قوله وإن كنت معتدا بعارضه
أي منزلا لحركة النقل منزلة الحركة الأصلية فلا تبدأ بهمز الوصل؛ إذ لا حاجة إليه
فتقول على الوجه الأول: ألَرض، ألِنسان، وعلى الثاني: لَرْض، لِنْسان، وعادة أهل
النحو يمثلون في هذه المسألة بالأحمر فتقول على الوجه الأول الَحْمر وعلى الثاني
لَحْمر.
وقوله: في النقل كله؛ ليشمل جميع ما ينقل
إليه ورش من لام المعرفة، ويدخل في ذلك الُأولى من "عادا الُاولى"،
فيكون الوجهان لورش في جميع القرآن، ويكونان لأبي عمرو وقالون في هذا الموضع إن
قلنا إنهما يبدآن بالنقل كما في الوصل، وإن قلنا يبدآن بالأصل من غير نقل فلا بد
من همزة الوصل، فقد صار لكل واحد منهما ثلاثة أوجه في صوره؛ الإبتدا بقوله تعالى
"الُاولى" من "عادا الُاولى" ولورش وجها. كما له في سائر
القرآن على ما ذكرنا، هكذا ذكر صاحب التيسير وغيره من المصنفين في القراءات وتبعهم
الشيخ الشاطبي -رحمه الله- في نظمه هذا، وفيه إشكال وهو أن النحاة ذكروا وجهين في
أن حركة النقل يعتد بها أولا، وأجروا على كل وجه ما يقتضي من الأحكام لم يخصوا
بذلك دخول همزة الوصل وعدم دخولها بل قالوا: إن اعتدنا بالعارض فلا حاجة إلى تحريك
النون في "من"؛ لأن "بل" تبقى على سكونها؛ إذ لم يلتق ساكنان،
وإن لم نعتد بالعارض أبقينا فتحة النون على حالها قبل النقل فإذا اتضح ذلك وجب
النظر في مواضع النقل في القرآن فما رأينا فيه أمارة الاعتداد بالعارض حذفنا همزة
الوصل في الابتداء به، وما رأينا فيه أمارة عدم الاعتداد بالعارض أبقينا همزة
الوصل فيه وما لا أمارة فيه على واحد منهما ففيه الوجهان وهذا تحقيق البحث في ذلك
إن شاء الله تعالى، فنقول:
في مسألة "عادًا الُاولى" ظهرت
أمارة الاعتداد بالعارض في قراءة أبي عمرو ونافع معا وذلك أنهما أدغما في الوصل
التنوين في اللام فهذه أمارة الاعتداد بحركة اللام فإذا ابتدأ القارئ لهما بالنقل
لم يحتج إلى همزة الوصل؛ لأنا قد علمنا أن الحركة معتد بها عندهما وصلا فابتنى
الابتداء عليه، وقد نص أبو محمد مكي في كتاب الكشف على أن ورشا لا يمد، الأولى،
وإن كان من مذهبه مد حرف المد بعد الهمز المغير؛ لأن هذا وإن كان همزا مغيرا إلا أنه
قد اعتد بحركة اللام فكان لا همز في الكلمة فلا مد.
قلت: هكذا ينبغي في القياس أن لا تعود همزة
الوصل في الابتداء، والله أعلم.
ونقول في جميع ما نقل فيه ورش الحركة إلى
لام المعرفة في جميع القرآن غير "عادا الُاولى" هو على قسمين، أحدهما ما
ظهرت فيه أمارة عدم الاعتداد بالعارض كقوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى
الْأَرْضِ} ، {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ} ، {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ} ،
{قَالُوا الْآنَ} ، {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ}.
ونحو ذلك ألا ترى أنه بعد نقل الحركة في هذه
المواضع لم تردّ حروف المد التي حذفت لأجل سكون اللام ولم تسكن تاء التأنيث التي
كسرت لسكون "الآزفة"، فعلمنا أنه ما اعتد بالحركة في مثل هذه المواضع
فينبغي إذا ابتدأ القارئ له فيها أن يأتي بهمزة الوصل؛ لأن اللام وإن تحركت فكأنها
بعد ساكنة، القسم الثاني ما لم تظهر فيه أمارة نحو: {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا
لَهَا}.
فإذا ابتدأ القارئ لورش هنا اتجه الوجهان
المذكوران والله أعلم:
فصل:
هذا الذي فعله نافع وأبو عمرو في عادًا
الُاولى من النقل والإدغام، ومثله جاء في قراءة شاذة في قوله تعالى في سورة
المائدة: {إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ}.
لما نقل الحركة واعتد بها سكنت نون "من" فودب الإدغام، وكان يمكن في "عادا الُاولى" ثلاث قراءات صحيحات الوجوه غير ما تقدم، وهي: حذف التنوين من "عادا" سواء نقل الحركة في "الأولى" أو لم ينقل، ووجه حذفه التقاء الساكنين على لغة من قتل: ولا ذاكرة إلا قليلا، ويكون حذفه مع النقل على لغة من لم يعتد بالمعارض من نقل الحركة، والقراءة الثالثة على مذهب من نقل الحركة أن يكسر التنوين ولا يدغمه؛ لأن إدغام المتحرك ليس واجب، ولا يمكن القراءة بسكون التنوين مع الاعتداد بالحركة إلا بالإدغام، وهي قراءة نافع وأبي عمرو، وقد سهل الله سبحانه وتعالى في هذا الباب مباحث حسنة، ولله الحمد:
وَنقْلُ رِدًا عَنْ نَافِعٍ وَكِتَابِيهْ
... بِالِاسْكانِ عَنْ وَرْشٍ أَصَحُّ تَقَبُّلا
لو أتى بهذا البيت قبل مسألة "عادا الُاولى" لكان أحسن؛ ليتصل مذهب نافع بكماله يتلو بعضه بعضا وليفرغ مما روي عن ورش الانفراد بنقله ثم يذكر من وافقه في شيء من مواضع النقل كما هي عادته غالبا في باقي الأبواب، وإنما أخر هذا البيت؛ لأن النقل في كتابيه ضعيف والنقل في ردا على خلاف أصل ورش
لأنه لا ينقل في كلمة وأراد قوله تعالى:
{فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} ؛ أي معينا، قراءة نافع بغير همز كما يقف عليه حمزة
بنقل حركة الهمزة إلى الدال الساكنة وقيل هو من أردى على كذا أي زاد فلا همز فيه
أي أرسله معي زيادة، وأما قوله تعالى في الحاقة: {كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنْت}.
فروي عن ورش نقل حركة همزة إني إلى هاء
كتابيه؛ لأنه ساكن آخر صحيح فدخل في الضابط المذكور أول الباب، وروي ترك النقل وهو
الصحيح في العربية؛ لأن هذه الهاء هاء سكت وحكمها السكون لا تحرك إلا في ضرورة
الشعر على قبح وأيضا فإنها لا تثبت إلا في الوقف فإذا خولف الأصل فأثبتت في الوصل
إجراءً له مجرى الوقف؛ لأجل ثباتها في خط المصحف فلا ينبغي أن يخالف الأصل من وجه
آخر وهو تحريكها فتجتمع في حرف واحد مخالفتان وهذه المسألة من الزيادات لم يذكرها
الداني -رحمه الله- في التيسير وذكرها في غيره.
قال مكي: أخذ قوم بنقل الحركة في هذا وتركه
أحسن وأقوى.
قلت: فلهذا قال الناظم: أصح تقبلا؛ أي
"وكتابيهْ" بالإسكان أصح تقبلا منه بالتحريك، وذلك أن التحريك تقبله قوم
وتقبل الإسكان قوم فالإسكان أصح تقبلا من حيث الدليل على ما سبق ونصبه على التمييز
وبالإسكان حال أي وكتابيه ساكنا أصح تقبلا منه متحركا فهو مثل قولهم هذا بسرا أطيب
منه رطبا والله أعلم.