حوار مع نصرانية
قالتْ : أراك باسماً والوجهُ زاهرٌ ندي
قلتُ : وشهري صادحٌ كثغري
المغرّدِ
قالتْ : لأجلِ بدرِ شعبانَ
وليدَ نصفِهِ ؟
قلتْ : نعمْ يومَ انحنى
الكونُ لفخرِ مولدِ
قالتْ: اتعنِي المرتجَى من
آلِ بيتِ المصْطفى؟
قلتُ: بلى هوَ الهُدى
هلمِّي نقفُو نقتَدي
قالتْ: مسيحٌ مذهبي لستُ
على ملّتِكم
قلتُ: عسَاها تحْتَكمْ
كنرجسٍ وتهتدِي
قالتْ: وقلبِي معكمْ
يسكنُنِي مهديِّكُمْ
قلتُ: عسَى ساكنُكِ
يُنجيكِ منْ تمَعْمِدِ
قالتْ: فَصِفْ صَاحبَكم
انّي بشوقٍ صِفْهُ لِي
قلتُ: دُويبَةُ الثرى
لوصْفٍ نجْمٍ فرقَدِ؟
قالتْ: أجلْ صِفْهُ أَبِنْ
انّي بشَوقٍ صِفْهُ لِي
قلتُ: كُويكِبٌ عَلاَ
شَمسَ عُلاً لمْ أعْهَـدِ
قالتْ: أحقٌّ أمرُهُ يؤنسُ
بعدَ جَفوةٍ ؟
فقلتُ: إي .. يُؤنسُنا ,
وإنّي ناظرٌ غَدي
قالتْ: فمَا غَيْبتُهُ ؟
لِمَ انْكفَاءُ نُورِهِ ؟
قلتُ: بنفسِي وأبي منْ
مُقْتفَىً مُهَدّدِ
قالتْ: ومَا تُمَنِّيَ
النّفسَ لِحِينِ أَوْبَةٍ ؟
قلتُ: بأَنْ أكونَ خيرَ
ناصرٍ مُمَهّدِ
قالتْ: تُنادِي غَائباً
لاَ مُدْركاً لَا سَامعاً ؟!
فقلتُ: لاَ بلْ حاضراً
يسْمَعُني ألاَ ارْشُدِي
قالتْ: وكيفَ خالدٌ
إمامُكُمْ مُسَرْمَدٌ ؟
فقلتُ: والخِضْرُ كَذا ,
أليسَ بالمُخَلّدِ ؟
قالتْ : فهلْ منْ مَثَلٍ
لغَائِبٍ مُرْتَجَعٍ ؟
قلتُ: حُسَامٌ مثلاً
مُحْتَجَبٌ فِي مِغْمَدِ
قالتْ: وزِدْني مثلاً
لغَائِبٍ مُرتَجَعٍ
قلتُ: وشمسٌ مثلاً غُطّتْ
بذِي تَلبُّدِ
قالتْ: وزدْني مثلاً
لغَائبٍ مُرتَجَعٍ
قلتُ: ومُوسَى كَفُّهُ
حَجْبٌ تُلِي بِمَشْهدِ
قالتْ: وَزدْني مثلاً
لِغَائبٍ مُرْتجَعٍ
قلتُ: عُزَيْرٌ مثلاً ,
عُزيْرُ يُبْدي مَقْصَدي
قالتْ: وزدنِي مثلاً
لغَائبٍ مُرتَجَعٍ
قلتُ: وَكهْفُ نُوّمٍ
وَكلبُهُمْ , لاَ تَجْحَدي
قالتْ: أهكَذا هَوىً
لغَائِبٍ مُسْتَترٍ ؟!
قلتُ: هوىَ عبَادةٍ ,
لولَا وجُودُ الصّمَدِ
قالتْ: أَغَوْثٌ أَمرُهُ ؟
والغَيثُ فِي ظُهُورِهِ؟
فقلتُ: إي .. وَتَرتَوي
كُلُّ قِفَارٍ جَلْمَدِ
قالتْ: لَعَلَّ العَدلَ
فِي ظُهُورِهِ مُنتَصِرٌ ؟
فقلتُ: إي .. وينْتَهِي
عَصْرُ عُتاَةٍ نّمْردِ
قالتْ: وهلْ إمَامُكُمْ
ذُو قُوّةٍ , ذُو وَفْرةٍ ؟
فقلتُ: إي .. كالمُرتَضَى
مُمْتَشقُ السّيْفِ , بَدِي
قالتْ: وهلْ ألقَـابُهُ
كَحُجّةٍ وَقاَئِمٍ ؟
قلتُ: بَلى .. وَصاحِبُ
الأمْر كذَا وَالسّـيّدِ
قالتْ: وهلْ قائِمُكُمْ
يَؤُمٌّ عَيسَى سَجْدَةً ؟
فقلتُ: إي يؤُمُّهُ , لاَ
دَيْرَ بلْ فِي مَسْجدِ
قالتْ: فمَا نَهارُهُ ؟
وَكيفَ يُمضِي لَيلَهُ ؟
قلتُ: النهَارَ صَائمٌ ,
واللّيلَ ليلُ هُـجّدِ
قالتْ: ومَا جَمالُهُ
أآيَةٌ كَـيُوسُفٍ ؟
قلتُ: لَإنْ أظْهَرَهُ آمَنَ
كُلُّ مُلحِدِ
قالتْ: إذنْ آيَتُهُ
حُسْنُ صَفاءِ وَجْنَةٍ ؟
قلتُ: وَمَنْ يَرْمُقُهُ
رُقِي مِنَ التّرمُّدِ
قالتْ: كَحِيلٌ طَرْفُهُ ؟
لِمّتُهُّ نَاعِمَةٌ ؟
قلتُ: وَأقْنَى أَنْفُهُ ,
دَليلُهُ خَالُ خَـدِ
قالتْ: أذُو طِلاوَةٍ ؟
أجْلَى الجَبينِ وَاضحٌ ؟
قلتُ: بلَى .. وَوَجْهُهُ
كَصَفحَةِ الزُّمُرُّدِ
قالتْ: وهلْ منْ أثرٍ فيهِ
لِسِبْطَي الهُدى ؟
قلتُ: هُوَ جُودُ الحَسَنْ
, وهُوَ حُسَينُ السُّؤْدَدِ
قالتْ: لأَيِّ مَعْدنٍ
يَعُودُ أصْلُ دُرِّهِ ؟
قلتُ: اللُّجَينُ فاطمٌ ,
ومنْ عَليّ العَسْجَدِ
قالتْ: فَدوحَةٌ إذنْ ,
والذَّهَبانِ بَذرُها ؟
قلتُ: بلَى .. وَفرْعُها
الأُملُودُ ذُو التَّأوُّدِ
قالتْ: وهلْ والدُهُ
شَريدُ أرضِ عَسْكرٍ ؟
قلتُ: وَأيُّ جَدِّهِ
آمِنُ لمْ يُـشَرَّدِ ؟
قالتْ: فمَنْ آبَاؤُهُ ؟
هَلاَّ أبَنْتَهُمْ لنَا ؟
قلتُ: أبٌ قدْ شَاقَهُ
عَساكرُ المُعْتَمدِ
قالتْ: أليسَ جَدّهُ نَقيّ
سِرّ مَنْ رَأى ؟
قلتُ: وَسرّ منْ رَأى
الجَوادَ ذَا التّورُّدِ
قالتْ: أَجدُّهُ الرّضا
بسِجنِ بَغْدادَ قضَى ؟
فقلتُ: لاَ .. لَهفِي لَهُ
منْ كاظمٍ مُصَفّدِ
قالتْ: ومَوردُ العلومِ
صَادقٌ جَدٌّ لَهُ ؟
قلتُ: بلَى .. وبَاقرٌ
للعلْم كلَّ مَوردِ
قالتْ: وهلْ جَدٌّ لهُ
يُكْنَى بِزَيْنِ السُّجّدِ ؟
فقلتُ: إي .. وَالدُهُ
غَريبُ يومٍ أسْودِ
قالتْ: ألَيسَ جَدّهُ أبُو
مُحمّد الزّكِي ؟
فقلتُ: لاَ.. ذَا عَمُّهُ
كَبدٌ بكَتْها كَبِدي
قالتْ: عَليٌّ جَدُّهُ
دَكَّ حُصُونَ خَيْبرٍ ؟
قلتُ: بلَى مُجَلجِلاً
أفتَحُها بمُفْردِي
قالتْ: بمَاذا خَصَّهُ
القرآنُ للهِ ولِي
؟
قلتُ: لخَاتمٍ زَكَاهُ
راكعاً لمُجْتدي
قالتْ: وهلْ نُصَّ بهِ أمْ
شُورَى فِي سَقيفةٍ ؟
قلتُ: سَلي غَديرَ خُمٍّ ,
ويداً بعدَ يدِ
قالتْ: وهلْ جَدّتُهُ
شَافعةٌ لكُمْ غداً ؟
قلتُ: كطيرٍ تنْتقِي
بَطينَ حَبٍّ مِنْ رَدي
قالتْ: فَمرحَىً فاطمٌ
قُمْ فلنزُرْها نَحْتفِي
قلتُ لها: جَدّتُهُ بِغيرِ
ذاتِ مَرْقدِ
قالتْ: بأيِّ شِرعَةٍ بِها
اسْتُبيحَتْ هاشمٌ ؟
قلتُ: اجتهادُ مُخْطىءٍ,
أو خَطأُ المُجْتَهدِ !
قالتْ: وهلْ حَبيبُكُمْ مُحمّدٌ
خَاتمُها ؟
قلتُ: الزَمِي سَبيلَهُ
طَائعَةً تشَهّدي
قالتْ: إلهيَ اسْمُهُ وَ
إبْنُهُ وَ رُوحُهُ
قلتُ: الحَصِيفُ الجَامعُ
الثّلاثةَ بِواحِدِ
قالتْ: لقدْ أجَبْتني سِوى
سُؤالٍ وَاحدٍ
فقلتُ: هَاتي مَا بَدَا
ومَا خَفَى وَزَوّدي
قالتْ: فمَا اسْمُ صَاحبِ
اليومِ السّعيدِ الأمْجدِ ؟
قلتُ: سَمِيُّ المُصْطفَى
أحمَدُ منْ مُحمّدِ